عيد الفطر
عيد الفطر احتفال بهيج بأداء فريضة الصيام، ألحانه الذكر، والتسبيح، والتكبير، والتهليل، وهو يعبر عن تميّز المسلمين في احتفالاتهم، وفرحهم بأداء عباداتهم، وعيد الفطر محطّة عظيمة، تبثّ إشعاعاتها المضيئة بأضواء البِشر، والسعادة والخير والعطاء، على كلّ أطياف المجتمع المسلم، وأسره، فتتطاير قلوب الأطفال فرحاً وشوقاً، وهم يسمعون تكبيرات العيد، ودويها العذب، نشيداً إيقاع ألحانه يلامس صفحات القلوب، وتبتسم به الشفاه، ويتحرّك النّاس زرافات زرافات نحو المصلى، وأعينهم تبرق بالبشر والأمل، والسعادة رغم أنات المحن، وأطياف الألم، والنّاس في ذلك، أطياف وأشكال.
الاحتفال بعيد الفطر
إنّه الخير العظيم، والبهجة والسرور، والحبّ، والصفح، والوئام، وبعد صلاة العيد وخطبته، تبدأ محطة أخرى، من محطاته، إنّها محطة تزاور القلوب، وتصافحها، قبل أن توقّع الأيدي على تفاصيل المشهد، وتقرّ ذلك بابتسامة تملأ الشفاه، وتظهر على صفحات الوجه، وقد هيّأ خطيب خطبة العيد، بمقدماته العذبة، ولمساته الإيمانيّة الرائعة، لهذا الموقف جيداً، فانطلق النّاس أطفالاً وشباناً وشيوخاً، يتبادلون في مصلى العيد، وفي الطرقات تهاني العيد، والتي شعارها تقبّل الله طاعتكم، وقد يعبّرون عن ذلك بعبارات وكلمات وعبارات أخرى تعارف النّاس عليها.
هناك محطة أخرى ما زالت، إنّها محطة صلة الرحم، بصورها المتعددة، بتهاني العيد، أو بما تعارف عليه النّاس زيادة على ذلك (العيدية)، وهي تعتبر عادة حسنة، وقد تعارف عليها النّاس، ولا تعد لازماً من لوازم صلة الرحم، فالنّاس في ذلك طاقات وقدرات، وأهمّ ما في صلة الرحم هو البشر والابتسامة وتفقد الأحوال، وإن اقترن ذلك بما تجود به النفس من كرم ماديّ، أو عيني فهو زيادة في الخير.
عيد الفطر في الوطن العربي
محطة أخرى ما زالت تنتظر في عطلة العيد، إنّهم الأصدقاء والأهل والأحباب جميعاً، فمسحة العيد ولمساته الرائعة تشملهم بضياء نورها ولنا في فلسطين مع العيد وضع خاص، فأنّات الثكالى وأبناء الأسرى، والأسر المحتاجة، فكلّ هؤلاء تنتظر قلوبهم دفء المشاعر من أهلهم وأخوتهم في شعبنا الفلسطيني، وشعبنا المسلم الكبير في وطننا العربي الغالي، أمّا وإن أرسلنا عيوننا بين ثنايا وطننا العربي الكبير، سنجد خياماً، ما زلت تؤوي الأهل، ممن طالهم ظلم، وتعقدات المشهد في بلدانهم، إنّهم الأهل والأحباب، في مخيمات الشتات، وقد عجّت بقسم كبير من أبناء شعبنا السوري الأبيّ، فهؤلاء، يجب أن تطرق ووسائل أبواب خيامهم بهجة العيد.
باختصار، العيد فرصة كبيرة، تتجدد فيها المشاعر، وتنجلي القلوب، فتزول منها سحب البغضاء القاتمة، وتستبدل بمشاعر الحب، والوئام، وروابط التكاتف، والتماسك واللّحمة، إنّها نفحات العيد.