صناعة الإسفنج
تعتبر الصناعة إحدى النشاطات الاقتصاديّة المهمّة والتي أسهمت بشكل كبير في تطوّر وازدهار الاقتصاد في الدول المختلفة، وقد لعبت دوراً كبيراً في تغطية حاجيات السوق المحليّ من المنتجات المختلفة، كما أنّها أمّنت فرص عمل للكثير من الأشخاص، وتقسم الصناعات إلى صناعات استخراجية، وصناعات تحويلية، وهي الصناعات التي تقتضي تحويل المواد الخام إلى منتجات يمكن الإستفادة منها، والصناعات التحويليّة كثيرة ومتعدّدة، وتندرج تحت قائمتها صناعة الإسفنج التي سنسلط الضوء عليها في هذا المقال.
في البداية وقبل الحديث عن صناعة الإسفنج لا بدّ لنا من توضيح ماهيّة هذه المادة، فالكثير من الناس يعتقدون بأنّ الإسفنج يتمّ استخراجه من حيوان الإسفنج البحريّ، إلا أنّ الواقع مغاير لذلك تماماً، فالإسفنج هو عبارة عن مادّة صناعيّة يتمّ تصنيعها من سيليلوز ألياف الخشب، أو البوليمرات البلاستيكيّة الرغويّة، وكثيراً ما يُستخدم الإسفنج في تنظيف الأواني والأسطح المختلفة، لقابليتها الكبيرة لامتصاص المياه والمحاليل المستندة إلى الماء، كما يُستخدم أيضاً في تصنيع بعض قطع الأثاث.
وصناعة الإسفنج كغيرها من الصناعات، لا بدّ من توفّر الموادّ الخام في البداية، ليتمّ تمريرها بعدّة مراحل حتّى يتكوّن لدينا الإسفنج المعروف والمستخدم، وفي ما يلي شرح مفصّل عن طريقة صناعة الإسفنج :
المواد المستخدمة في صناعة الإسفنج
يجب أن يتمّ تجهيز الموادّ الخام في غرفة مكيّفة على درجة حرارة تتراوح بين 19 إلى 22 درجة مئويّة، والموادّ اللازمة لصناعة الإسفنج هي :
- بوليول.
- .(TDI) أيسو
- مواد منشّطة، وهي : أمين، وسيليكون، وميثيلين كلورايد، وماء، وأستنس اوكتاتيد، وألوان بيجمانت.
مراحل تصنيع الإسفنج
تتمّ عن طريق تمرير الموادّ السابقة في أربع مراحل كالآتي :- مرحلة خلط المواد الخام : وهنا يتمّ نقل الموادّ الخامّ يدويّاً من أوعيتها المحتوية عليها إلى أربع خزانات منفصلة عن بعضها في غرفة الصبّ، بحيث يتمّ توزيعها في كل خزان كما يلي :
الخزان الأول يوضع فيه مادة الأيسو، والخزان الثاني يوضع فيه مادة البوليول، أمّا الخزان الثالث فيوضع فيه خليط من البوليول مع أستنس أوكتاتيد، ومن ثمّ يُضاف إليهم ألوان بيجمانت، في حين أنّ الخزان الرابع يوضع فيه خليط الأمين، والسيليكون، والماء، وبعد أن يتمّ تعبئة الخزانات الأربعة بالموادّ المناسبة يتمّ توصيل تلك الخزانات بماكينة الصبّ عن طريق أنابيب مثبّت عليها مضخّات لكلّ منها معدل سحب مختلف، بحيث تقوم بسحب الموادّ الخام ونقلها إلى رأس ماكينة الخلط.
- مرحلة الصبّ: وهنا يتمّ صبّ الخليط على ورق الكرافت الموضوع على مسار متحرّك بواسطة مصفاة تتحرّك آلياً، ليبدأ التفاعل الكيميائيّ بعدها على درجة حرارة الغرفة (خمس وعشرين درجة)، لتصل درجة حرارة الغرفة إلى ثمانين درجة بسبب التفاعل الكيميائيّ الحاصل، ومن الضروريّ وضع تهوية موضعيّة على طول المسار المتحرّك بسبب الأبخرة والغازات الناجمة عن التفاعل، وفي هذه المرحلة يمكن مشاهدة الخليط يتحوّل إلى قطعة من الإسفنج متخّذةً شكل القالب الموضوعة فيه.
- مرحلة التجفيف: يتحرّك قالب الإسفنج بشكل آليّ فوق مسار متحرّك متصّل بآلة التصنيع بشكل مباشر، ليتمّ تقطيعه حسب الأطوال المطلوبة عن طريق سكّين كهربائيّ، وبعد ذلك يأخذ العمال هذه القطع ويضعونها في ساحة التجفيف مزيلين عنها ورق الكرافت المغلّفة به ويتركونها لمدّة أربع وعشرين ساعة حتّى تجفّ.
- مرحلة التجهيز والتنجيد: يتمّ نقل قطع الإسفنج الجافّة إلى مكان مخصّص لتجهيزها والذي يكون غالباً عبارة عن صالة كبيرة يتمّ فيها تقطيع القطع الإسفنجية حسب الأطوال والأبعاد المطلوبة باستخدام مناشير كهربائيّة، لتصبح بعد ذلك جاهزةً للاستخدامات المتعدّدة.