المياه من العناصر الهامة لضمان استمرارية المعيشة على سطح الكرة الأرضية و لكافة الكائنات الحية، في تشكل جزءاً كبيراً من أجسامهم، إضافة إلى أن استخدامها في التنظيف والصناعة والزراعة، وكل هذه الاستخدامات تحتاج لنسبة كبيرة من الماء، لهذا فالدول تتنافس على مصادر الماه التي تستطيع من خلالها ان تسد جميع احتياجاتها المذكورة مسبقاً، فقد حدثت صراعات دولية في بعض الأحيان على الاستيلاء على هذه المصادر وسحبها لصالحها مما أدى إلى نشوء معاهدات دولية تضمن الاستخدام الامثل للمياه وبالتشارك والتقاسم بين كافة الدول بحيث لا تضر دولة بالأخرى ولا بأي مصلحة من مصالحها جراء استخدامها للمياه، ومن أشهر هذه المعاهدات، اتفاقية دول حوض النيل التي تنظم العلاقة بين جميع الدول التي لها الحق في استخدام مياه نهر النيل.
لهذا كله اضطرت الدول إلى ابتكار الأساليب الجديدة التي توفر لها استخدام المياه و التقليل من استهلاك المياه من مصادرها و خصوصاً النقية منها خوفا من النفاد كالمياه الجوفية و الأنهار و مياه البحيرات والمسطحات المائية وغيرها. ومن هذه الأساليب المبتكرة، أسلوب معالجة المياه، حيث يعني هذا المصطلح أن تتم تنقية المياه و تقليل عدد الشوائب و العوالق فيها، بأقل نسبة ممكنة حتى تصبح مؤهلة وقابلة للاستخدام في استخدامات محددة مثل الشرب والصناعة والزراعة، كما يوتم التحكم بنسبة الشوائب في المياه تبعاً للاستخدام الذي ستعالج لأجله، فمثلاً إذا أرادت دولة معينة معالجة المياه ليتم استخدامها في الصناعة مثلاً يتم التخلص وتنقيتها من كافة أنواع الأملاح فيها اما إذا تمت التنقية لأجل استخدامها في الشرب – على سبيل المثال – يتم تنقيتها من العوالق و الشوائب و الزلط كما يتم ضبط الأملاح فيها على نسب معينة تتلائم مع جسم الإنسان.
من أشهر أنواع معالجة المياه هي معالجتها لغرض الشرب، فتتم هذه المعالجة عن طريق و وقف تكاثر الطحالب في هذه المياه المراد معالجتها عن طريق إضفاة الكلور إليها، ثم التهوية ثم التخثر و ذلك حتى تتجمع جميع المواد العالقة وبعدها الترسيب فالترشيح ثم تضاف المعقمات لقتل البكتيريا فيها.
هناك أيضاً معالجة مياه الصرف الصحي، وهي إعادة معالجة المياه القادمة من أنابيب الصلرف الصحي في المنازل و المصانع إضافة إلى مياه الأمطار وغيرها، حتى تصبح قابلة للتخلص أو لاستخدامها في استخدامات أخرى غير بشرية كالصناعة، حيث أن التخلص منها بدون معالجتها يؤدي إلى انتشار الأمراض و الميكروبات و الروائح الكريهة.