حفظ القرآن الكريم غاية كل مسلم، يتمنى رضى الله ورسوله ودخول جنة عرضها السماوات والأرض، ولكن هناك من يستصعب هذه المهمّة، ويمنحها أكبر من حجمها، وإذا فكّر بطريقة سهلة وبسيطه تمكّنه من حفظ القرآن الكريم بسهولة فسوف يخوض الأمر بلا شك، وكي تبدأ بالحفظ عليك بالنّية الصّادقة اليقين التّام بحفظه، وعدم التردّد أو الخوف، وكي تضمن ذلك خذ عهداً على نفسك، واكتب على ورقة تضعها صوب عينيك أنّك ستحفظ القرآن الكريم كاملاً.
وأهم ما في الحفظ، أن تنظّم الوقت، فاحسن وأفضل الأوقات للحفظ هو وقت السّحر ما قبل الفجر، ولتمد الوقت من ست إلى ثماني ساعات، تحفظ خلالها براحتك، حيث تكون المعدة فارغة من الأكل، مما يركّز الدماغ ويزيد قابليته لتخزين المعلومات.
وحاول التّركيز حين تبدأ بحفظ أول سورة، فلا تشتّت ذهنك، واختر مكاناً بعيداً عن الضوضاء، وصافياً لا أثاث فيه، ولا ألوان، واجه حائط أبيض اللّون، كي لا تسرح بعيداً، واجعل المكان متوفّر التهوية حتى لا يضيق صدرك.
تذكر الجائزة التي وعدك بها الله، جنات عرضها عرض السماوات والأرض، فيها كل ما تشتهي، يجازيك الله بأحسن الثواب، ولا تشك بنفسك، أو تقول إن الحفظ صار صعباً، بل توكل على الله، إنه على كل شيء قدير.
كافئ نفسك كلّما حفظت سورةً ما، حتى تتشجع وتواصل الحفظ بإذن الله، ولا تتقاعس ولا تتكاسل، واستعن بالله ولا تعجز.
وتنفّس بعمق ما يقارب ثلاثين مرة، قبل الشّروع في الحفظ، لأنّك سوف تستنشق الأكسجين بشكل أكبر من العادة، مما يسمح لنسبة الأكسجين المتنفسة أن تكون أكبر، ويحمل الدّم الأكسجين ويقوم القلب بضخه للدّماغ ليغذيه، ويبدأ العمل بشكل أفضل،
وحاول التركيز بالآية أثناء الحفظ، فإن تشتّت ذهنك قل بصوت مرتفع لعقلك "ركز"، وسوف يكرّر عقلك الباطن هذه الكلمة لوحدها في كل مرّة تحاول السرحان فيها، فتقيد العقل بالتركيز.
وكرّر كل آية تحفظها حتى ترسخ في عقلك ولا يضيع حفظك لها، ولا أحد يحفظ من أوّل مرّة، ردّد الآية بصوت مرتفع ومنخفض، ولا تنتقل إلى التي بعدها إلا وأنت حافظها حفظ اليقين.
راجع كل صباح ما حفظته بالأمس، وكرّر حفظ المقطع الذي تشعر به أنّك لم تحفظه بعد جيداً.
كن منظماً مداوماً على الحفظ، واستيقظ مبكراً لتعوّد العقل الباطن على الاستيقاظ على صلاة الفجر، ويصبح النظام سهلاً عليك، واحسن وأفضل العمل أدومه وإن قل.
بعد مضي فترة طويلة على الحفظ خذ لك يوم أو يومان للراحة والاسترخاء والاستجمام والخروج من المنزل، ولقاء الأقارب والأصدقاء.
وحين تحفظ التزم بطبعة مصحف واحد، حتى تلاحظ مكان الآية من الصفحة وترسخ صورتها بعقلك تستدعيها وقت الغيب، وكلما تغيّرت الطبعة تشتت العقل.
وأخيراً، استمع لتلاوة القرآن بصوت جميل وتلاوة وتجويد رائع صحيح، وتخيل معاني الآيات وربطها في العقل، فإن هذا سيعلمك، ويرسخ في عقلك الآيات والسور القرآنية.