إن لقراءة القرآن فضل عظيم ، فهو يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه . أما حفظة القرآن الكريم فهم مع الكرام البررة بإذن الله تعالى ، يقابلون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين أيديهم نور . فنعم العباد هم حفظة القرآن العاملين به .
يشتكي الكثير من الناس من عدم سهولة حفظهم للقرآن الكريم ، و ضياع ما حفظوه بسرعة ، و من فضل الله على المؤمن أنه يحببه في القرآن و حفظه و تلاوته . فيكف لنا أن نحفظ القرآن القرآن بسهولة و يسر و نضمن عدم ضياعه من أذهاننا و قلوبنا ؟
إن أول طريق حفظ كتاب الله سبحانه و تعالى هو تقوى الله ، فكيف يستقر القرآن في قلب إنسان لا يعمل به ، عليك بالحفاظ على تقوى الله تعالى و إستحضار هيبته و قدرته دائماً . و احرص على الكسب الحلال دائماً ، فإن من ما هى اسباب ضياع القرآن أكل الحرام و فعل المنكرات . و لا تتوانى عن فعل الصالحات و المثابرة على عدم مطاوعة النفس الأمارة بالسوء ، فكل ذلك يجلب رضى الله سبحانه و فضله الذي يمكنك من حفظ القرآن و عدم نسيانه .
و عليك لحفظ القرآن ببضعة أشياء ، أولها عقد النية و إخلاصها لله تعالى ، فالأعمال بالنيات و لكل إمرئ ما نوى . و أن تسجل هدفك في ورقة و تضعها أعلى مكتبك أو مكان جلوسك المفضل لتتذكر دائماً سعيك و لا تلتهي عنه .
تخصيص وقت معين كل يوم لحفظ القرآن الكريم ، و يفضل أن يكون وقت نشاطك الذهني فيه يعمل جيداً حتى لا تلاقي صعوبة في الحفظ . و عليك بالإهتمام بالتغذية السليمة حتى لا يصبح جسمك خاملاً و غير قادر على النشاط الذهني .
و لا تبدأ في حفظ القرآن و معدتك ممتلئة حتى لا تشعر بالخمول و الرغبة في النوم ، و حتي لا تتركز طاقة جسمك في العمل على الهضم ، بل يجب أن تكون مرتاحاً تماماً قبل الشروع في الحفظ . و قبل البدء توضأ لتنشيط دورتك الدموية و صلِّ ركعتين لله جدد فيهما نيتك و اعقد العزم على الحفظ .
و احفظ عبر الإستماع إلى مقرئ للقرآن ، و توجد تسجيلات المصحف المعلم لتحفظ بالطريقة الصحيحة و النطق السليم . كذلك حتى تتقن التجويد عبر الحفظ ، و دائماً تفكر في معاني الآيات حتى ترسخ في ذهنك .