خلق الله افنسان ، وجعله على قدر عال من الوعي ، لكي يصبح في المستقبل من احسن وأفضل الناس على الإطلاق ، فالدين والإستقامة هي التي تجعل الإنسان يشعر بقيمته في هذه الحياة ، وتجعله يستخلص العبر من كل العقبات التي تواجهه في حياته اليومية ، فكم من مشكلة واجهت الانسان لم يكن حلها إلا بذكر الله سبحانه ، وإستحضار عظمته ، وسعة رحمته ، فالله خلقنا لنكون للعالمين استقامة ورسلا ، ونكون على دين الحق ، ونبتعد عن الضلالة والإنحراف الديني والأخلاقي ، فالله أنعم علينا بنعمه الكثيرة ، وفضلنا على باقي المخلوقات ، ولكن في المقابل طالبنا بعبادته ، ولإطاعة أوامره ، والعمل الجاد على نيل رضاه ، والوصول إلى الجنات العلا ، ففرض علينا الصلوات الخمس ، والزكاة ، وقراءة القرآن وغيرها ، وسنذكر في حديثنا عن أحكام قراءة القرآن ، وطريقة التعامل معه بطريقة صحيحة تحقق الثواب والأجر المرتحى .
ولقراءة القرآن أحكام شرعية وجب على المسلمين تعلمها ، فاعتبر تعلم هذه الأحكام فرض كفاية ، أي اذا أقامها الجماعة سقطت عن الاخرين ، في حين أن هذه الأحكام يجب على المسلم أن يكون على دراية بها ، فلا تقبل تلاوة القرآن بدونها ، وهي كالتالي :
أولاً : حكم الوضوء عند تلاوة القرأن ، واعتبرت من أهم الأحكام التي يقوم بها المؤمن ، فعلى المؤمن أن يقوم بالوضوء والتطهر قبل البدء بقراءة القرآن ، ويجب ان يكون المسلم طاهراً ، ففي حال الجنابة أو الحيض لا يجوز ان يمس المسلم القرآن في ذلك الحال .
ثانياً : على المسلم أن يستحضر عظمة الله وقوته وجبروته أثناء تلاوة القرآن ، فلا يجوز للمسلم ألا يستشعر بقرب الله بجانبه أثناء تلاوة القرآن ، ويجب أن يخشع المسلم بقلبه ووجدانه لما يتلوه على نفسه من قرآن .
ثالثاً : على المسلم أن يختلي بنفسه في فترات معينة ، فلا بد من هذه الخلوة التي تساعده ليكون بين يدي الرحمن بقلب سليم ، وروح طيبة ، ويجب أن يستعين المسلم بافيمان ، والطمأنينة عندما يجلس وحيداً ، ولا بأس بالقليل من التأمل ، فهو يريح القلب ، ويجعلك تشعر بأنك لست وحيداً في هذه الدنيا ، وأن لديك رب كريم يحيط بك من كل مكان .
رابعاً : القرآن الكريم شفاء لما في الصدور ، فاذكر هذه الكلمات وعبارات عندما تفتح القرآن ، وتذكر أنه المنجي لك من غضب الله ، ومن سوء الخاتمة في الدار الأخرة .
وختاماً وجب القول ، أن القرأن الكريم يجب أن يدرس بأحكامه وتفاصيله ، حتى يشعر بالمسلم بحلاوة الدين والدنيا ، ويشعر بلذة السعادة والرضا ، والقبول من الله سبحانه وتعالى ومن الناس المحيطين به ،