القرآنُ الكريم هو أعظَمُ هديّةٍ من ربّ العالمين للبشريّة ، فهوَ الدستورُ الإلهي لأهل الأرض من الناس ، وهو القانونُ الذي لا يتغيّر ولا يتبدّل ، وهو الذي لو سارت عليهِ الأُمَم ، واقتدت به الدول ، وجعله الأفراد والشعوب شعاراً لهم لكانت النتائج مذهلة ، ولَمَا وَجدتَ أحداً من الناس يشكو الظُلم ، أو أنّ صاحبَ حقٍّ قد سُلِبَ منهُ حقُّه ؛ لأنّهم يحتكمون لهذا الكتاب الذي يقول الله عزّ وجلّ عنه (( ما فرّطنا في الكتاب من شيء )).
ولِعظَمَةِ هذا القرآن الكريم ، كان علينا أن نتدارسَهُ ونتدبّره ، وأن نتلوَهُ حقَّ تلاوته ، آناءَ الليلِ وأطرافَ النّهار، ويكون توقيرُ هذا الكتاب العزيز ، بالعمل بآيهِ ، والإيمانِ بمُحكَمِهِ وبمُتشابهه ، وأن يكون متعاهداً له على الحفظ والعمل به ، وأن نُعلّم الناسَ ما جاء به هذا التنزيل العظيم.
ومن أعظم الدرجات التي يمنّ الله بها على عباده يوم القيامه ، أن يقول لقارئ القرآن اقرأ وارتقِ فكلّما كانت قرائته وحفظه في الدنيا لكتاب الله عزّ وجلّ كانت منزلته مرتفعةً عند الله عزَّ وجلَّ في الآخرة وفي الجنّة.
وفي هذه المقال سنتحدّث عن كيف نُشَجّع أبنائنا على حفظ كلام الله عزّ وجلّ ، وأنت حينما تعلّمهم كتاب الله سبحانه وتعالى ، فإنّك تكون بذلك قد ألبست نفسّك يوم القيامة ووالدتهم تاجاً من نور ، وأحللت نفسك بدار الأمن والإيمان.
وحتّى تشجّع أبنائك على حفظ كلام الله عزّ وجلّ ، عليك أن تحفظ معهم إن استطعت ، أو أن تكون حافظاً له ابتداءً ، فعندها تكونُ قد اختصرت على نفسك مسافةً كبيرة من التعليم لهم ، لأنّ الأطفال والأبناء يتأثرون بحال أبيهم وأمّهم ويحاولون دائما الإقتداء بهم.
ولتشجيع الأبناء على حفظ كلام الله عزّ وجلّ ، عليك أن تعقِدَ لهم يوميّاً جلسةً تقرأون فيها القرآن ، وتتناول تفسيره لهم ، وتحاول أن تسرد لهم قَصص القرآن بطريقة ترغّبهم بالحفظ والتدبّر ، فلا تستطيع أن تجعلهم يحفظون بدون أن يفهموا آيات القرآن فهماً سليما.
وحتّى تشجّعهم على قراءةِ القرآن وحفظه عليكَ أن تقدّم لهم المكافآت كلّما حَفِظوا سورةً من القرآن الكريم ، أو جزءاً منهُ ، فإنّ أحقّ ما يُكرَمَ بهِ المرء عليه هو كلام الله عزّ وجلّ ، فأنت بوسائل الهدايا والأُعطيات تشجّعهم على الحفظ وتجعله محبّباً إلى قلوبهم ، وتكون بذلك قد أنشئت جيلاً صالحاً مليئاً بالخير والبركة.