الشعير من الحبوب التي قام الإنسان بزراعتها منذ آلاف السنوات، وقد عرف المصريّون القدماء نبات الشعير وقاموا باستخدامه في تحضير المشروبات عبر استخدام ماء الشعير للشرب، كما استخدموه كمطحون في تحضير الخبز. وقدأظهرت الدّراسات الحديثة أنّ نبات الشعير من النباتات الهامّة للغاية والضرورية لصحة الإنسان والّتي لا غنى عنها لكلّ من يريد الحفاظ على نشاطه البدني، وعمل أجهزته الداخليّة بشكل سليم؛ حيث إنّ الشعير يساعد في تحسين عمل الدورة الدمويّة والتمثيل الغذائي والجهاز الهضمي والجهاز البولي، إلى جانب أهميّة الشعير في الحفاظ على نشاط الجهاز المناعي ودوره الهام في الوقاية من الأمراض من أهمّها الأورام الخبيثة التي قد تصيب الجسم إلى جانب التسريع في علاج و دواء الحالات المرضية القائمة.
وخبز الشعير هو أحد المنتجات التي يتمّ تحضيرها من مطحون الشعير، وهناك اتّجاه كبير إلى استخدام المنتجات المستخلصة منه بسبب غنى الشعير بالألياف وقلّة السعرات الحراريّة، وكان الشعير المصدر الأساسي لصناعة الخبز في العديد من أنحاء العالم، ويحتوي خبز الشعير على العديد من العناصر الأساسية للجسم من البروتين والألياف والأملاح المعدنيّة مثل: الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والفسفور.
وتلك العناصر آنفة الذكر لها العديد من الفوائد للجسم نذكر منها: تحسين عمل الجهاز الهضمي؛ حيث إنّ خبز الشعير سهل الهضم، ويحتوي على العديد من الإنزيمات التي تنشّط عمل العصارة المعويّة، ممّا يساعد في عمليّة الهضم، ويمنع الإصابة بالإمساك أو الشّعور بالحموضة أو الامتلاء، كذلك فإنّ الشعير منشط لعمل الكبد ممّا يساهم في عمليّة تنقية الجسم من السموم أوّلاً بأول، وتحسين الجهاز المناعي للجسم وتقويته بسبب وجود عنصر الزنك. أيضاً فإنّ خبز الشعير هام للغاية بالنسبة للأشخاص الّذين يعانون من عدم ثبات ضغط الدم؛ حيث إنّه يعمل على تحسين نشاط الدورة الدمويّة في الجسم، وتخفيض نسبة الكولسترول الضار في الجسم ممّا يمنع من تراكم الدهون على الجدران الداخليّة للشرايين، والإصابة بالتصلّب أو الجلطات القلبيّة والدماغيّة.
تلك الأمثلة السابقة التي ذكرناها عن فوائد خبز الشعير لا تعدّ الفوائد الكاملة؛ لأن العلم يكشف لنا كلّ يوم العديد من الأمور التي كانت مجهولةً لنا، والعديد من الأمور الصحيّة التي توفّر لنا المنتجات الطبيعيّة دون الحاجة إلى التدخّل الطبي والكيميائي، ولذلك يتّجه العديد من الأشخاص المصابين بمرض السكّري إلى استخدام خبز الشعير كبديل للخبز العادي، وهو أمر مطلوب للغاية، كما أنّ العديد من الأشخاص الّذين يتبعون حميات لإنقاص الوزن يعملون على الابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على الدقيق الأبيض لارتفاع السعرات الحراريّة به، ويستعيضون عنه بخبز الشعير كأحد البدائل الصحية.
