أختي الحبيبة:
هل تحبين أن تأخذي سيئة بكلّ شعرة ظهرت منك لغير المحارم؟ تذكري أنّك كلما خرجت من بيتك حصلت على سيئات بعدد من رآك من غير المحارم، فهل حسنانك تعادل ذلك؟ هل أنت مصرة على أن ترفضي أوامر الله جلّ وعلا؟ هل ترفضي أن تكوني من الحور العين من أجل متاع الدنيا؟ هل تعلمين عمرك؟ هل نسيت لقاء الله الذي ينتظرك؟
إنّ الفتاة المسلمة العفيفة الطاهرة هي من قالت لله ومنهجه "نعم لبيك ربيّ"، وتعلم أن جمالها يكمن في رضى الله عليها. إن ما يدعونه في لغة العصر الجديد أن هذا ما يسموه التخلف "الحجاب" هو ما عطل على المرأة أن تكوّن شخصيتها المستقلة. عذراً إلى من ادّعى ذلك، لأن الحقيقة أن حجاب المرأة المسلمة لم يمنعها من القيام بواجباتها أبداً. ولم يمنعها أيضاً من كسب العلوم التي تريد، فكثيراُ من هؤلاء قد منّ الله عليهم بالسبق والتفوق العلمي، وكن موضع احترام وتقدير واجلال الكثير من المدرسين والطلاب والناس أجمع.
وعلى عكس كثير من الأفكار المغلوطة في أن الرجال ينجذبن إلى العاريات، فالعاري رخيص الثمن، فما يجذب الرجل إلا المرأة المحجبة والتي يريد الرجل أن يتعرف إليها ليعرفها على حقيقتها، فالله حفظها من نظرات السوء ولم يدع هؤلاء ينظرون إليها نظرات سيئة، بل جعلها الله غالية عزيزة لا يحظى بها إلا من كان أهلاً لها، ليكون خير راع وحافظ.
وإلى من تقول أن الحجاب يعوق حركتي، فتذكري أختي أنّ هناك العديدات من المدرسات والطبيبات والمهندسات والطالبات يعشن حياتهن اليومية من دون مشاكل وعيوب تذكر وهن محافظات على أوامر الله سبحانه وتعالى. وإلى من تقول أن سنّي صغيرة، انظري إلى صفحة الوفيات كي تشاهدي أن الموت لا ينتظر الكبير أو الصغير، إنّه أجل محتوم فكوني ممن يسرع إلى التوبة وينعم برضى الله، وتذكري أن كل يوم يمضي تقتربي به إلى الآخرة فأسرعي إلى الله ولا تترددي.
وإلى من تقول أن الجو حارّ، تذكري أن نار جهنم أشدّ حرّاً، وإلى من تقول أن الحجاب بعد الزواج هل تريدين بيع الجنة بزوج لا يطيع الله فيك؟ وتذكري أنّ الزواج عطاء من الله يعطيه لمن يشاء ويمنعه عمّن يشاء سواء أكنت محجبة أم لا. ومنهم من يرفضه خوفاً على الوظيفة، فهل فقدان الوظيفة احسن وأفضل من فقدان رضا الله سبحانه وتعالى عنك؟
إنّ سلعة الله غالية، فقومي على ردع نفسك وحاربي الشيطان وسبله. إن الله يحب التوابين، فكوني منهم، وصاحبي الصالحات، واطمنئي بقرب الله ورضاه عنك، كوني كاللذين قالوا "سمعنا وأطعنا".