كيف نتعامل مع الله
الله تعالى هو الأجدر بالعبادة، وهذا واضح جلي من نعمه التي انعهما علينا، ولمن لم يتعرف على الله تعالى، فإن التفكر البسيط عقلياً وليس إيمانياً يثبت وبالدليل القاطع انه الإله الحق الذي يجب أن يتوجه إليه في عباداتهم وصلواتهم ودعائهم، ولانه الإله الأحق بالعبادة، فهو الذي يجب ان يتقرب إليه بكافة الوسائل التي يحبها والتي ننال فيها رضاه عنا. فرضا الله تعالى هي غاية كل إنسان يعرف الله ويحبه، لأن الله تعالى هو الرحمن الرحيم ولأنه العدل المطلق الحكيم العليم فإنه يحب لنا أن نتقرب إليه ويحب ان يشملنا برحمته الواسعة التي وسعت كل شئ، فلا شئ خارج عن رحمة الله تعالى، كل الناس مشمولون بهذه الرحمة العظيمة، على عكس ما يصوره لنا البعض، الذين يظنون من خلال تصرفاتهم، أن الله تعالى لهم وحدهم، وليس لأحد سواهم، يتعاملون مع الله تعالى الذي ليس كمثله شئ بطريقة ليس فيها إدراك لعظمته ولرحمته التي بينها لنا.
كيف نصل إلى رضا الله تعالى
وحتى يرضى الله عنا يجب علينا أن نفعل ما يحبه، ومما يحبه الله تعالى هو الأخلاق الحميدة، فالتعامل الفظ مع الناس وعدم رحمتهم وظلمهم وقتلهم وسرقة أموالهم بالباطل والفساد في الأرض والافتراء على الناس وإيذاؤهم وتعذيبهم كل هذه الأشياء من الأشياء التي تبعد رضا الله تعالى عنا. كما أننا ننال رضاه عز وجل باستعمال منحه وعطاياه التي أعطانا إياها فيما فيه مصلحة البشرية، كالعقل الذي يستخدمه العلماء في التفكر والإبداع وفيما فيه خير البشرية، إلى ذلك يحب الله تعالى أن يستن الناس السنن الحسنة والتي تساعدهم على التقارب وتزيد من الألفة بين قلوبهم، فأي شئ فيه خير يستجد بينهم يرضي الله تعالى عنهم، فمثلاً دور الأيتام ودور المسنين ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز الاعتناء بالأمراض المتفشية والمنتشرة كالإيدز والسرطان، كل هذا مما يسعد الله تعالى من عباده ويرضيه عنهم، لأنهم بهذه الأعمال الطيبة يكونون قد حققوا غاية الله في خلق الإنسان وهي الألفة والمحبة والتعاون على كل خير ونبذ كل شر. وأيضاً يحب الله تعالى ان يرى نصرة المظلوم وعدم مناصرة الظالم حتى لو كان الظالم من المقربين، وهذا يعد من احسن وأفضل الأمور التي يرضى الله تعالى بها عن الناس، لأنه الحق ويحب الحق. كما ويحب الله تعالى أن يتقرب الناس منه بالعبادة كالزكاة والصلاة والحج والصوم فهي تعمل على خلق قنوات اتصال بينه وبين عباده، وتفتح باب المناجاة والتقرب منه – جل في علاه - .