كما قلنا وبيّنا آنفاً أنّ أوّل أثرٍ للإيمان في نفس المسلم وحياته هو استقامته على دين الله تعالى ، فحين يتجذّر الإيمان في نفس المسلم تراه دائماً حريصاً على طاعة الله تعالى في السّرّ والعلن ، ينشد من وراء ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وجنّته ، فتراه يحرص على تأدية صلاته على وقتها كما تراه يحرص على التّنفّل بالطّاعات حتى يتقرّب إلى الله تعالى .
كما أنّ من آثار إيمان الفرد المسلم أن يسعى للإبتعاد عن كلّ ما يغضب الله تعالى من القول والعمل ، فتراه يترك آفات اللسان الذّميمة مثل الغيبة والنّميمة بين النّاس والكذب ، كما يترك الحسد والتّباغض والتّجسس ، ويتجنّب أذيّة النّاس أو التّعرض لهم بالشّرّ والغدر والمكيدة .
وكذلك من آثار الإيمان في الفرد المسلم أنّها تصنع شخصيّةً قويةً قادرةً على تخطّي التّحديات والعقبات بكلّ قوّة ومضاء ، كما تصنع شخصيّة لا تخاف ولا تجزع من مواجهة أعداء الله تعالى في المعارك والحروب ، وبالتّالي يكون الإنسان المسلم درعاً واقياً إلى جانب أخوانه المسلمين يذود عن حمى أمّته رافعاً راية الدّين مرتجياً الشّهادة التي هي من أعظم ما يتمنّاه المؤمن في حياته بعد رضوان الله تعالى .