شهر رمضان من الأشهر الّتي جعل الله فيها العديد من العبادات والأعمال الصّالحة، ويكون ثوابها مضاعفاً عن دون الأيّام الأخرى الّتي من شأنها أن تزيد من حسنات وثواب المسلم، فقد فرض الله تعالى على عباده صيام هذا الشّهر الفضيل فيمتنع المسلم عن الطّعام والشّراب منذ طلوع الفجر وحتّى غروب الشمس. وصيام هذا الشّهر له العديد من الحكم والأمور الّتي تعطي دروساً عمليّة للمسلم؛ فعندما يمتنع الإنسان عن الأكل والشّرب أثناء النّهار فإنّه يشعر بغيره من المسلمين الّذين قد لا يجدون قوت يومهم ممّا يحث الصّائم على التبرّع والإعطاء ومساعدة النّاس، ناهيك عن الأجر والثّواب الّذي يكسبه المسلم من صيام هذا الشّهر الفضيل.
أيّام وليالي شهر رمضان الفضيل جميعها تعدّ مباركةً، وهي أيّام خيرٍ للمسلم؛ فقد خصّ الله تعالى أيّاماً في هذا الشّهر لتكون لها البركة والخير على المسلم، ومن هذه الأيّام ليلة القدر والّتي تعتبر جائزةً وغنيمةً للمسلم؛ حيث يمكن من خلالها أن يستزيد المسلم من الطاّعات والعمل الصالح كالصّلاة وقيام الّليل وقراءة القرآن في هذه الّليلة لما لها من مكانةٍ خاصّة وفضيلة عند الله سبحانه وتعالى.
ليلة القدر
ليلة القدر هي عبارة عن إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وتسمية هذه الليلة بهذا الاسم مأخوذ من (القدر) بمعنى الشّرف الكبير والقيمة الغالية والتّعظيم لهذه الليلة، وليس لليلة القدر موعدٌ أو تاريخ محدّد تمّ ذكره في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة إلّا أنّها قد ذكرت علامات و دلائل لهذه الليلة، وتأتي الحكمة من عدم ذكر موعد هذه الليلة صراحةً في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة وذلك تحفيزاً للمسلم ولزيادة اجتهاده والقيام بالعمل الصالح والطاّعات وقيام الّليل في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان. ولكن كما قلنا هناك علامات و دلائل تسبق هذه الليلة منها: قوّة الإضاءة في هذه الليلة، وسكون الرّياح، وطلوع الشمس من غير شعاع، وهذه الأخيرة هي من العلامات و دلائل اللاحقة.
مميّزات ليلة القدر
- الليلة الّتي أنزل فيها القرآن الكريم لقوله تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ".
- الليلة الّتي تقدّر بها مقادير الخلق على مدى السّنة سواء أكان زواجاً أو دراسة أو نجاحاً أو حياةً أو موتاً، وكلّ شيء يخص الخلق.
- كثرة نزول الملائكة في هذه الليلة.
- يغفر الله تعالى ما تقدّم لذنب المسلم إذا قام هذه الليلة إيماناً واحتساباً لله تعالى لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
- تتميّز ليلة القدر بالرّاحة والطّمأنينة والسّكينة للمسلم.
- تعتبر ليلة القدر ليلةً مباركةً.