اكتشف العلم حديثاً مراحل خلق الإنسان في بطن أمّه بعد أن طوّر العلماء أساليب الكشف عن ذلك، ولقد تفاجأ كثيرٌ من علماء الغرب في حقيقة أنّ القرآن الكريم قد تكلّم عن مسألة الخلق قبل مئات السّنين، بل إنّ الوصف القرآني جاء دقيقاً لتسلسل خلق الإنسان في بطن أمّه بما يبهر العقول وبما لا يدع مجالاً لأحد من المتشكّكين برسالة الإسلام أن يطعن في القرآن الكريم من بعد أن يرى آيات الله سبحانه النّاطقة بالحقّ المبين والدّليل القويم. وقد ذكر الله تعالى مراحل خلق الإنسان في عددٍ من الآيات في القرآن الكريم منها الآية الخامسة من سورة الحج والآيات الثّالثة عشر والرّابعة عشر من سورة المؤمنون، ونستطيع أن نبيّن مراحل خلق الإنسان في القرآن الكريم ونجملها كما يلي:
- مرحلة التّراب والطّين، حيث وحينما أراد الله عزّ وجلّ خلق سيّدنا آدم عليه السّلام فإنه اختار مادّة الطّين لذلك، والطّين هو عبارة عن التّراب الذي جبل مع الماء، فالإنسان إذن مخلوق من عنصرين هما التّراب والماء الذين باجتماعهما يتشكّل الطّين، ومن صفات هذا الطّين أنّه متماسك مرّ بمراحل مختلفة حيث أصبح يميل إلى السّواد وهو الحمأ ثمّ صورّه الله تعالى فكان مسنوناً ثمّ أصبح صلصال كالفخار، وهذه هي النّشأة الأولى التي أنشا الله تعالى آدم عليها.
- المرحلة الثّانية من الخلق وهي مرحلة النطفة، فقد جعل الله تعالى نسل بني آدم وذريّته يخلقون من نطفة من ماءٍ مهين، وهذا لا يعني أنّهم ليسوا من تراب ذلك بأنّ التّراب والطّين هو أصل الخلقة ولكن سنّة الله تعالى اقتضت أن يكون نسل ابن آدم من النّطفة، والنّطفة هي التي تتشكّل من اجتماع نطفتي الرّجل المرأة حيث تنشأ البويضة المخصّبة التي تبدأ بالانقسام مكوّنه مجموعة من الخلايا التي تستقر أخيراً في جدار الرّحم لتبدأ المرحلة الثّانية من الخلق وهي العلقة.
- مرحلة العلقة، والعلقة هي الجزء من الدّم الذي يعلق بالرّحم، وفي هذه المرحلة لا يكون للإنسان أي صفات خلقيّة تميّز أجزاء جسده المختلفة.
- مرحلة المضغة المخلّقة وغير المخلّقة، وفي هذه المرحلة تتحوّل العلقة إلى مضغة تشبه الشّيء الذي يمضع، وتكون ابتداء غير مخلّقة ثمّ تبدأ علامات و دلائل التّمايز بين أجزاء الجسد بالظّهور فتظهر العينين والاذنين وغير ذلك.
- مرحلة العظام، حيث تتحوّل المضغة بأمر الله تعالى إلى هيكل عظمي ثمّ ليكسى بأمر الله تعالى وقدرته لحماً.
- مرحلة الخلق الآخر المتمايز عن بقيّة الكائنات حيث أكرمه الله تعالى بنعمة العقل وكان مناط التّكليف ومحلّ التّشريف وفضّله على كثيرٍ من خلقه تفضيلاً.