مقدّمة
يحدث في بعض الأحيان أن يضيّق الله رزق أحد عبادة لحكمة تظهر لهذا الشخص أو تخفى عنه، ويختلف في هذا حال الناس فالمؤمن يصبر ويؤمن بحكمة الله الذي قال في كتابه العزيز "وفي السماء رزقكم وما توعدون "، ويلجأ إلى الدعاء ليفتح الله أبواب رزقه، أو يزيده رضىً وثباتاً، وله أن يدعو الله بأي كلمات وعبارات تتبادر إلى ذهنه وهنا سنعرض لكم دعاء جلب الرزق الذي يسمّى بدعاء ألم نشرح لك صدرك الذي قال عنه الإمام الغزالي:"عجبت لمن ابتلى بالفقر ولم يقرأ سورة ألم نشرح" ويبدو أنّ هذا لأنّ قراءة هذه السورة تذكّر الإنسان بأنّ الله هو من بيده الضر والنفع وحده فهو الذي شرح صدر نبيه أكرم الخلق بعد ضيق، ومن عليه برفع ذكره، وتخفيف الحمل، وتجلّي سنة الله في الكون باليسر بعد العسر، والفرج بعد الشدّة، فتزيد قارئها إيماناً ولجوءاً إلى الله.
دعاء جلب الرزق
هنا نودر دعاءً بليغاً لم يؤثر كله عن النبيّ كدعاء لجلب الرزق إلا أن بعض عباراته مما أثر عن النبي والصالحين، وهو من الدعاء الذي يزيد الداعي حكمة وإيماناً بأقدار الله، وهو كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم إنّي أسالك بألم نشرح لك صدرك أن تشرح صدري بالاسم الذي شرحت به قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يا مؤمن يا مهيمن يا لله بحقّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي خاطبته بقولك ووضعنا عنك وزرك يا لله أسالك بكلامك القديم ونبيك الكريم من أنزلت عليه الذي أنقض ظهرك، وأسألك يا لله، يا ظاهر، يا باطن، لم يخفَ عليك حالي، يا من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، احفظني من أبصار الظالمين، واكفني شرّ خلقك أجمعين، يا لله أسالك باسمك الذي رفعت به قدر عبدك، وخلاصة خلقك، وسيّد رسلك فلا تذكر إلا ويذكر معك وأنزلت عليه مظهر عظيم نعمتك، ورفعنا لك ذكرك، يا رافع .. اذكرني بذكر الذاكرين الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار يا لله قني شرّ الظالمين، واكفني شرّ الحاسدين بحرمة سيّد خلق الله أجمعين سيدنا محمد خاتم النبيين الذي أنزلت عليه فان مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسرا يا من قرن عسرين بيسرين اجعل لي من كلّ ضيق فرجاً، ومن كلّ همّ وكرب مخرجاً، بحقّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم احسن وأفضل الكائنات، وسيّد أهل الأرض والسماوات الذي أنزلت عليه هذه الآيات فإذا فرغت فانصب وإلى ربّك فارغب أسالك بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه المسلمين، والنبيين، والملائكة أجمعين وآل سيدنا محمد وصحبه والتابعين وسائر عباد الله الصالحين أن تكفّ عنى أبصار الظالمين وتكفيني شرّ الأعداء والحاسدين وأن تسخر لي روحانية هذه السورة لجلب الأرزاق وعطف القلوب علىّ وان ترزقني المساتر وتدفع عنى المضار يا لله يا لطيف يا لله يا حفيظ يا لله يا باسط، يا لله، يا ودود، يا حيّ، يا قيوم، يا ذا العرش المجيد، يا فعالً لما تريد، يا ذا البطش الشديد، ردّنى لك ولا تسلّط على جباراً من خلقك ولا شقياً إنّك على كل شيء قدير أسالك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام يا لله أسالك بنور وجهك الذي عم الوجود يا لله أسالك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك يا لله برحمتك أستغيث يا غيّاث المستغيثين: "وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجّيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين" أقسمت عليك بحياة ذات من أقسمت به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن ترزقني البركة، والنعمة، والتوبة، والروح، والحياء، والمحبة، وأدخلني مدخل مصدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيراً اللهم إنّي أسالك بكلّ مخصوص هو لك وبكلّ خصوصيّة هي لك وبجودك الفياض عليهم أن ترزقني الكمال، وإصلاح الحال والسعد، والإقبال أنا وأهلي وأولادي وأصحابي وعافنا من كلّ علّة، واحفظنا من كلّ مصيبة وبلية ورزية يا صاحب المواهب السنيّة، يا باسط اليدين بالرحمة والعطيّة وصلى الله على سيدنا محمد خير البريّة وعلى آله وصحبه وسلم.