اللّجوء إلى الله سبحانه و تعالى بالدّعاء هو من شيم و صفات المؤمنين ، الذين يتوكلون على الله تعالى في كل أوقاتهم و يرغبون في رضاه و رحمته دائماً ، و الدعاء لا يجب أن يكون بغرض الحاجة لشئ في الحياة الدنيا ، مع أنه لا ضير في أن يدعو المسلم الله تعالى وقت الحاجة ، بل على العكس ، فإنه ليس بين دعوة المظلوم و الله سبحانه حجاب . لكن من الفضل أن يدعو المؤمن الله تعالى و يذكره في جل أوقاته حتى يشعر بمدى رحمته و فضله عليه ، و لكي يكون دعاء المؤمن مستجاب عليه أن يحرص على الأشياء التي أخبرنا الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بها لإستجابه الدعاء ، و من تلك الأشياء نعرض ما يلي :
أولاً : الإخلاص في الدعاء و الإعتماد عليه سبحانه دون غيره في الإجابة ، و الإخلاص محله القلب ، فلا يظن أحد أن لإنسان أن يساعده و يحل له مشاكله دون أن يكون الله سبحانه و تعالى قد جعله سبباً للتفريج عن عبده .
ثانياً : التوبة إلى الله سبحانه و تعالى من المعاصي ، فكيف يقبل دعاء العاصي المصر على ذنوبه و لم يستغفر لها ؟ . إبدأ دعائك بالتوبة إلى الله تعالى من ذنوبة و لا تنس الإخلاص و الإصرار على عدم العودة إلى تلك الذنوب .
ثالثاً : حسن الظن بالله تعالى عند الدّعاء و في كل الأوقات ، و قد قال الله تعالى في الحديث القدسي ، " أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه حيث يذكرني " ، و يقول رسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و سلم فيما رواه الترمذي : " ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " ، فكلّما أحسنت الظن بالله تعالى و برحمته و فضله كلّما كان دعائك مستجاب . و لا تستعجل الإستجابة أيضاً و اعلم أنّ الله سبحانه عليم حكيم يعطي من يشاء بغير حساب ، و قد روى البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّه قال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي " .
و إذا دعوت فابدأ الدّعاء بحمد الله و الثّناء عليه و الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التّوبة عن المعاصي ، و كن خاشعاً في دعائك ذليلاً أمام رب العالمين ،و لا تدعو بشر على أحد و لا تدعو على نفسك . و تخيّر أوقات الإجابة مثل رمضان أو يوم عرفة أو الثلث الأخير من اللّيل ، و أكثر الدّعاء في السجود فإنّ العبد أقرب ما يكون إلى ربّه و هو ساجد .