يمرّ كثيرٌ من النّاس في مرحلةٍ من مراحل حياتهم بفترات يشعرون فيها بظلمٍ يقع عليهم من قبل أفرادٍ أو حكوماتٍ ، و يولّد الظّلم لدى الإنسان المظلوم شعوراً بالقهر فتتأسّى نفسه نتيجة ذلك و تغتم ، و يشعر بالرّغبة في رفع الظّلم عن نفسه بكل ما أوتي من قوة حتى يزيل همّ نفسه ، و قد حرّم الله سبحانه و تعالى الظّلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده ، و بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ الظّلم هو ظلمات يوم القيامة ، و تتعدّد أشكال الظّلم في الحياة فقد يظلم الإنسان ربّه سبحانه بعبادة غيره ، و قد يظلم الإنسان أخيه الإنسان ، بل و قد يظلم الإنسان نفسه حين يوردها المهالك بإرتكاب الآثام و المنكرات ، و ما نحن بصدد التّكلم عنه هو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، فماذا يصنع المرء حين يتعرض لمثل هذا النّوع من الظّلم ؟ .
لا شك بأنّ الله سبحانه و تعالى جعل الدّعاء سلاحاً للمسلم يستخدمه حين يتعرّض للظّلم ، فمن أدرك بأنّ الله سبحانه و تعالى هو كافيه و عاصمه من أذى النّاس حين يستعصم به و يتوكل عليه ، و من كانت عقيدته أن لن يصيبه شيءٌ من أذى أو ضرّ إلا ما كتبه الله عليه ، من أدرك ذلك كلّه شعر بالطّمأنينة و الرّاحة في نفسه ، قال تعالى ( و من يتوكل على الله فهو حسبه ) ، و قد كان المسلمون حين يحيط بهم الأعداء و يجمعوا أنفسهم لقتالهم ، تكون كلمتهم و ذكرهم الحصين قولهم حسبنا الله و نعم الوكيل ، فهي التي تقلب موازين الأمور الماديّة و تجعل النّصر حليفاً للمسلمين ، و هي الكلمة التي تردّ أذى الأعداء و مكرهم ، و لا شكّ بأنّ الأنبياء صلوات الله عليهم و حين تعرّضوا للظّلم كانوا يدعون ربّهم و منها دعاء سيّدنا نوح عليه السّلام ( فدعا ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر ) ، فمن يتعرّض للظّلم من المسلمين عليه أن يلوذ بالدّعاء بما ورد من السّنة النّبوية الصّحيحة ، و أن يدعو المسلم المظلوم ربّه بأحبّ الأسماء إليه و هو موقنٌ أنّ الله مستجيب دعائه ، و في الحديث إنّ دعوة المظلوم ترفع فوق الغمام و يقول الله و الله لأنصرنك و لو بعد حين .