ينحدر بنو أميّة من نسل عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، فهم من الأفخاذ الرّئيسيّة في قريش، وقد كانوا في الجاهلية من العائلات التي كانت لها حظوة ومكانة بين عائلات قريش، وعندما بعث النّبي صلّى الله عليه وسلّم آمن من بني أمية عددٌ من الرّجال الذين كانوا من خيرة الصّحابة وأفاضلهم مثل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية رضي الله تعالى عنه، ومن النّساء كانت زوجة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أم حبيبة بنت أبي سفيان التي تزوجها النّبي وهي في أرض الحبشة.
في عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه تولى معاوية ابن أبي سفيان الأموي ولاية دمشق وأجزاء من الشّام، وعندما آلت الخلافة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ضمّ إلى ولايته جميع مناطق الشّام، وقد حصلت فتنةٌ شديدةٌ في عهد الخليفة عثمان بن عفان انتهت بمقتله عام 35 هجري، لتؤول الخلافة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن معاوية بن أبي سفيان رفض مبايعة سيّدنا علي حتّى يقتص من قتلة عثمان، فنشبت بينهم معارك وخلافات لم تنته إلا باستشهاد الإمام علي وتولي ابنه الحسن رضي الله عنه الخلافة وتنازله عنها لصالح معاوية في عام سمّي بعام الجماعة.
بعد عام الجماعة استقرت الأمور للخليفة الأمويّ معاوية ابن أبي سفيان ليثبّت أركان حكمه لتكون بداية تأسيس الدّولة الأمويّة على يديه حيث تعاقب على حكمها أربعة عشر خليفة، وقد اتسم الحكم الأموي بعدد من السّلبيات كما اتسم بكثيرٍ من الإيجابيات، فمن السّلبيات تحول نظام الحكم من نظام مبني على الشّورى ورضا المسلمين إلى نظام مبني على ولاية العهد حيث يختار الخليفة ولي عهد له يكون من ذريته ويطلب من العامة مبايعته، كما اتخذ أول خليفة أموي الحجاب والشّرط، وأصبح يصلّي في مقصورةٍ منفصلة عن النّاس في المسجد، أمّا إيجابيّات الدّولة الأمويّة فكثيرة منها انشاء الدواوين وتعريبها، كما اتّخذ خاتم للملك، وقد اهتم الأمويين كثيرًا بالعمران وتشييد المساجد مثل المسجد الأموي في دمشق ومسجد قبّة الصخرة في القدس، وقد اتسعت الفتوحات الإسلاميّة في عهد الأمويين اتساعًا كبيرًا حتّى وصلت حدود الصّين شرقًا، وجنوب فرنسا شمالًا، وقد انتهى حكم الأمويّيين عام 750 ميلادي ودام ما يقارب 91 سنة وتخلّل الحكم في بدايته ونهايته عدد من الثّورات والاحتجاجات.