تفسير نهيق الحمار
في حديث صحيح لنبينا صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم أصوات الدِيَكة فاسألوا الله من فضله فإنّها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوَّذوا من الشيطان فإنها رأت شيطاناً" وهذا الحديث صحيح لا جدال فيه وليس من الأحاديث الضعيفة وقد ذُكر في صحيح البخاري فالحمار ينهق عند رُؤيته للشيطان ولكن كيف يراه؟ ولماذا ينهق عند رؤيته هذا ما سنتعرف عليه في موضوعنا.
لا شك بأنّ كلّ ما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة صحيح وقد أثبت العلم الحديث أنّ كلّ ما تمّ ذكره من حقائق علمية تم تفسيرها بعد قرون من نزول القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يُعرف بالإعجاز العلمي، ومن ضمن هذه الظواهر نهيق الحمار ونباح الكلاب فالنار يصدر عنها الأشعة تحت الحمراء التي لا يستطيع الإنسان رُؤيتها بالعين المجردة ولو رآها لصُعق من هول المنظر؛ لأنّ الشياطين مخلوقة من النار وينتج عنها هذه الأشعة التي تستطيع الحمير رؤيتها بشكل محدود وهذا ما يُفسِّر أيضاً رؤية الدِيَكة للملائكة من الناحية العلمية حيث إنّ الملائكة مخلوقة من النور الذي يُصدر الأشعة فوق البنفسجيّة والتي يُمكن للديك رؤيتها.
من الإعجاز العلميّ للقرآن الكريم أنّه من المعروف أنّ ذكر الله سبحانه وتعالى يجعل الشياطين تهرب من المكان وذلك لأنّ الملائكة تأتي إلى المكان الذي يُذكر فيه اسم الله والملائكة لا تجتمع بالشياطين والتفسير العلميّ لذلك أنّ الأشعة تحت الحمراء عندما تجتمع بالأشعة فوق البنفسجية تتلاشى فسبحان الله الذي لم يذكر شيئاً في كتابه إلا وكان له حكمة وتفسير علميّ.
إنّ التعوّذ من الشيطان عند سماع صوت الحمار أمر مستحسن في الليل حسبما رآه بعض علماء الدين؛ لأنّ الشياطين تكثر في الليل ولكن يرى فريق آخر أنّه يجب الاستعاذة من الشيطان عند سماع صوت الحمار في الليل والنهار على حد سواء فما المانع من التعوّذ من الشيطان حتى ولو لم يكن هناك سبباً؟ فالمسلم الذي يُؤمن بكل ما جاء في السنة والقرآن الكريم عليه أن يُقلل من تساؤلاته في الأحكام الشرعية إلا ما جهل منها من الأمور التي تخص الإرث والزواج والطلاق وغيرها على سبيل المثال.
للأسف فقد نُصادف والعياذ بالله من يُشكك في صحة أنّ الحمير تنهق لما هى اسباب أخرى غير رؤيتها للشيطان فهناك من قال أنهّا تنهق طلباً للأكل أو الشرب ولكن لو كان الأمر صحيحاً لما ارتاح الناس من نهيق الحمير فالحمار من أكثر الحيوانات التي تبذل مجهوداً كونها تُستخدم للحرث ولحمل العديد من الأشياء، وبالتالي فإنّها تجوع وتشعر بالعطش كثيراً، وقد أثبت العلماء غير المسلمين أنّ الحمار يرى الأشعة تحت الحمراء والأهمّ من ذلك أن الحديث المذكور أعلاه من الأحاديث الصحيحة التي تُعتبر مصدراً من مصادر الشريعة الإسلامية لذا فإنّه لا مجال للمجادلة فيه وواجب علينا تصديق رسولنا الكريم.