إنّ جنس الإناث بالعادة جنسٌ حساس وعاطفيّ إلى حِدٍ ما، ويُمكن أن تُؤثر بهن أقل الأمور وأقل المُبادرات، ولكنهن في الوقت نفسه قد يكن صعب المراس وشديدات التأثر ببعض المواقف التي يتعرض إليها من قِبل الحبيب. ومُعظم الفتيات يعشن على حُلم الفارس بشخصيته الحساسة ومشاعره الجياشة، والذي يأتي على الحصان الأبيض لكي يأخذهن إلى حياة احسن وأفضل ولكي يُحقق لهن السعادة المُطلقة، ومنهن من يعشن في عالم الواقع أكثر ويتمنين رجلاً ناحجاً وعمليّ وقادر على مواجهة المشاكل وعيوب الحياتيّة اليوميّة.
الفتاة عندما تُحب تتوقع من حبيبها أن يوليها كل الاهتمام وأن يُخصص لهاكل وقته، وأن يُقدم لها التنازلات لأنّها هي في المقابل ستقوم بنفس الأمر فهي عندما تُحب تترك كل العالم ورائها وتُوفر كل وقتها لحبيبها لأنّها تراه هو الأهم في حياتها فهي حتى قد تبتعد عن صديقاتها المُقربات لكي ترى حبيبها وتُمضيّ معه أكبر وقت مُمكن. والفتاة عندما تُحب تُضحي لأجل سعادة حبيبها وراحته ولكي تبقى بجانبه، فهي قد تتخلى عن راحتها وسعادتها في بيت أهلها لكي تُمضي حياتها في بيت الزوجيّة مع حبيبها حتى ولو كان ذا مستوى إجتماعيّ وإقتصاديّ أقل منها فهي عندما تُضحي تكون تضحيتها مُطلقة ومُجردة من أيّة مُبررات.
الفتاة عندما تُحب تسعى دائماً لإرضاء حبيبها وتعمل على راحته وتتناسى عيوبه أو تغض النظر عنها لأنّهُ بنظرها الشخص المُناسب لها وهو الشخص الذي كانت تحلم به وتنتظره طوال حياتها وبالتالي فهي لا ترى فيه عيوباً أيّاً كانت وكيفما كانت، وهي دائما تراه في أبهى صوره وترى فيه مواقفه القويّة والشجاعة والثابتة، وهي تراه بصورة رجل بمعنى الكلمة وهو البطل الذي لا يُقهر وهي بالنسبة له ليست كباقي النساء فهي حبيبته وشريكته وهو حاميها.
قد يكون نصيب الفتاة في الحُب هو الحُب الأعمى الذي لا يرى الكذب ولا يرى الخداع والذي لا يرى أيّة حقيقة ولا يعيش في أيّة جُزء من العالم الواقع، فمع الأسف بعض الرجال يرون الفتاة على أنّها مخلوق وجد لسعادته ولراحته وأنّها مُجردة من التفكير ومُجردة من المنطق، ولا يفهمون أنّها عندما تحب تُحب بدون قيود وبدون شروط فهي تحب لأجل الحب، فهي تنقاد وراء عاطفتها مما يجعلها عُرضة إلى كذب من تُحب وخداعه فهي قد تُصدق أشياء وأحداث غير منطقيّة والتي لا يمكن أن تُصدقها إذا سمعتها من أحدٍ غيره وهذا بسبب الحب ولأنّها ترى في حبيبها الشخص الصادق الذي لا يعرف الكذب.