الحُب والكُره النقيضان الأزليان اللذان قد يجتمعافي المشاعر التي تبادلها لمن حولك من الناس وهما في تأثيرهما قد يقدمان الكثير من الخير أو الكثير من الشر. الحُب كلمة قويّة لا بد أنّ تعنيها قبل أن تتفوها بها وتُصرّح بها لمن تُحب، فهذه الكلمة تُعبر عن الإحساس والمشاعر التي تنتابك اتجاه شخص معين ولذلك فهي تؤثر عليه وعلى مشاعره وأحاسيسه أيضاً، وهذا التأثير ونتائج يكون قوياً عليه وعلى طبيعة استجابته لهذه العاطفة ولهذا الإحساس، ولذلك قبل أن تقول هذه الكلمة عليك من أن تتأكد من أنّك تشعر بها بالفعل وأنّها أكثر من مُجرد إعجاب فكثيراً ما يُخلط بين الشعور بالإعجاب اتجاه شخصٍ ما والشعور بالحُب.
يُمكن تشبيه الشعور بالإعجاب كمن يرى وردّةً جميلة ورائحتها طيبّة فهو يقف عندها يشتمها وقد يقطفها ومن ثُمّ يرميها، أمّا الشعور بالحُب فهو كأنّ ترى نفس هذه الوردّة أو تشتمها وتقطفها وتحتفظ بها في دفاترك أو تحت وسادتك حتى لا تضيع منك. الشعور بالحب هو الشعور بالتضحيّة أيضاً فأنت قد تتخلى عن راحتك وحتى عن ما تحبه من أمور لأجل إسعاد من تُحب ولأجل إرضائه، وأنت تسعى دائما لراحته ولسعادته دون أن تشعر أنت بالتعب أو الملل فسعادته هي سعادتك.
أنت عندما تُحب شخصاً وبشدّة فإنّك سترغب بأن تراه كل يوم، ويُصبح لك سبب جديد وقويّ لكي تستيقظ وتذهب لرؤيته أو حتى مُراقبته من بعيد، وينتابك الحُزن إن لم تستطع أن تراه. الحب قد يجعلك تخجل من النظر إلى عينين من تحب أو قد يجعلك تشعر بالرغبة بالإستمرار في التحديق بهما. الحُب إمّا أن يجعلك قوياً وشجاعاً في مُواجهة كل العقبات التي قد تقف أمام حُبك، أو قدّ يجعلك ضعيفاً أمام من تحب. الحب يجعلك تتغاضى عن أيّة عيوب مهما كان نوعها في من تحب فأنت دائم النظر إلى مُميزاته وإلى ما أحببت فيه من البداية وأنت أيضاً تتغاضى عن أخطائه.
الحُب قد يجلب لك شعوراً بالحزن و التعاسة إذا غاب عنك الحبيب أو إذا انفصل عنك وابتعد، وستشعر بالمرارة و الأسى إذا لم يكن يبادلك هذا الحبيب الشعور. وقد ينتابك الغضب وبعض الكُره تجاه هذا الواقع وأحياناً اتجاه هذا الشخص، فالإحساس بهذا النوع من المرارة والحزن يكون مؤلماً أكثر من الألم الجسمي، فأنت تشعر بغصة في صدرك وبأنّك لا تستطيع التنفس، وقد ترغب في البُكاء والإنعزال عن الآخرين، وقد تشعر بأنّ الحياة لا معنى ولا قيمة لها من دون هذا الحبيب بالذات، وستشعر بأنّك لن تستطيع أن تُحب أحداً بعده.