حدّد الإسلام لكلّ طرفٍ من أطراف الحياة الزّوجيّة دوراً يؤدّيه في ضوء المسؤولية التي كلّفها الله للزّوجين برعاية الأسرة و الأولاد و في إطارٍ جامعٍ مبنيّ على المحبّة و السّكينة و التّودّد و الألفة ، فلا تُفهم أدوار البشر و لا تؤدّى إلّا على هذه الصّورة ، فمن كان مجبراً على أداء دورٍ في حياته ، لا ريب أنّه سيأتي اليوم الذي يتخلّى فيه عن دوره لأنّه ارتبط عنده بالإجبار و القهر ، و فطرة الإنسان مجبولةٌ على الاختيار في كلّ شيءٍ ، بل كان الحريّة في اختيار طريق الهداية أو الضّلال ابتداءً من ربّ العالمين للنّاس ، فكانت لأجل ذلك الحياة الزّوجيّة مبنيّة على ذلك بدءاً من حقّ اختيار كلا الشّريكين لصاحبه في إطار حثّ الشّرع على اختيار الرّجل الصّالح و المرأة الصّالحة ، فقد بيّن رسول الله أنّ هناك أسباباً تدعو الرّجل للارتباط بالمرأة من بينها الجمال و الحسب و المال و الدّين ، و حثّ على اختيار صاحبة الدّين ففي اختيارها سعادة الرّجل في الدّنيا .
وإنّ المرأة الصّالحة تدرك أنّ لزوجها حقّ قد أوجبه الله تعالى عليها ، يبدأ من طاعة المرأة لزوجها في غير معصيةٍ فإذا أمرها بما لا يرضى الله فلا طاعة له ، فطاعة الزّوج محكومةٌ بضوابط الشّرع الحكيم ، و قد ذكر النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام أنّه ما استفاد الرّجل بعد تقوى الله سبحانه فائدةً كفائدة الزّواج من المرأة الصّالحة و عدّد صفاتها أنّها إذا أمرها زوجها أطاعته و إذا أقسم عليها أبرّت بقسمه و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله ، فالمرأة الصّالحة تؤدّي دورها في بيتها اتجاه زوجها و تخدمه بما اعتاده النّاس من الخدمة فتهيّؤ له طعامه و تنظّف ثيابه و تحرص على نظافتها و نظافة المكان الذي يبيتان فيه ، و كذلك هي حريصةٌ على التّزيّن و التّجمّل لزوجها و أن تبقى بصورةٍ حسنةٍ يشتمّ منها زوجها الرّوائح الزّكية الطّيبة .
و كما أنّ للزّوجة واجباتٍ تؤدّيها لزوجها ، يجب أن ندرك أنّ للزّوج كذلك أدواراً يؤدّيها في الأسرة اتجاه زوجته و أولاده ، و بتكامل أدوار الرّجل و المرأة في الأسرة يسير ركب الحياة الزّوجية و الأسريّة بدون منغصاتٍ أو عوائقٍ و بصورةٍ تحتذى لكل طالب زواجٍ و عفّةٍ .