جعل الله للمسلمين عيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، ويقصد بالعيد هو الشيء الذي يتكرر ويعود، فالإنسان بطبعه يحب أن تكون عنده مناسبات ليحتفل بها ويبتهج، وكانت حكمة الله للمسلمين أن جعل أعيادهم التي يفرحون بها تأتي بعد فترات حميدة وخيرة، فعيد الفطر يأتي بعد صوم رمضان، هذا الشهر المبارك حيث فيه يغفر الله للصائم ويكون فتح له أبواب الجنة، حيث فيه ليلة القدر التي وصفها سبحانه وتعالى بأنها خير من ألف شهر، فبانتهاء هذا الشهر فرض الله على المسلمين عيد يحتفلون به ويبتهجون ويفرحون، فهاهم قد غفر لهم ذنوبهم وقبلت توبتهم وموعودون بالجنة، فهل يوجد مناسبة افضل من هذه المناسبة للإحتفال والسعادة؟ كما أنّه يصرح للمسلم بالأكل والشرب وجماع أهله في النهار، حيث يكون ذلك محرماً في شهر رمضان، ففرحة العيد هنا فرحتين فرحة لأمور دنيوية كالمأكل والمشرب، وفرحة التوبة والغفران التي سيتمتع بها المسلم في الآخرة، فأول رمضان رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، أما عيد الأضحى فيأتي بعد تأدية مناسك الحج في شهر ذي الحجة، فبأداء هذه الفريضة يكون المسلم قد حقق ركن من أركان الإسلام وأسقط عنه فريضة مهمة ونال فيها ثواب من الله ومغفةر لما تقدم وتأخر من ذنبه ويعود المسلم صفحة بيضاء أسقطت عنه كل الذنوب ، بالإضافة للفوائد الدنيوية التي تضاف للإنسان من راحة نفسية وتجديد للطاقة الجسدية والروحية وخلق صفاء في النفس، وتعليم النفس الجهاد وتأديبها وتقوية وتنمية الإرادة عند الحاج، فبعد الحج يعود المسلم طاهر النفس والعقل والقلب، وطاهر من السيئات، وهل يوجد مناسبة احسن وأفضل من هذه المناسبة ليحتفل بها المسلم؟؟؟؟
عيدي الفطر والأضحى يعتبران من شعائر الله سبحانه، فلا بد على المسلم أن يشارك في إحياء تلك المناسبات حيث خصهما الله بأمر مبارك في بداية هذين اليومين وهي صلاة العيد، وميز تلك الصلوات بعدد من التكبيرات، فتلك التكبيرات لها وقعها النفسي والروحاني على المسلمين، فكانت الركعة الأولى تستفتح بسبع تكبيرات وكان الأختلاف بين علماء الدين هل هي سبع بتكبيرة الإحرام أم سبع بدون تكبيرة الإحرام؟، وهناك من العلماء أكد بأنها سبع بتكبيرة الإحرام مثل ابن قيم، وجزء آخر من العلماء قال يبدأ بتكبيرة الإحرام ثم يتلوها بسبع تكبيرات كما جاء في المذهب الشافعي وكما قال الأوازعي، أما عدد التكبيرات في الركعة الثانية خمسة تكبيرات لا خلاف عليها عند جموع العلماء، ويجب الاشارة أن بعض المراجع ذكرت أن الاختلاف في عدد تكبيرة الاحرام في عشر اقوال، بداية من سبع تكبيرات حتى ثلاث تكبيرات في الركعة الأولى، أما بالنسبة للركعة الثانية من خمس تكبيرات حتى اثنتين في الثانية، واختلفوا بعض العلماء في مواضع التكبيرات قبل القراءة أو بعد القراءة ولكن الأغلب كان مع قبل القراءة وهذا ما ذهب إليه الهادي وأبو طالب والمؤيد بالله، أما الاختلاف الثالث كان بتمييز عدد التكبيرات في عيد الأضحى عنه في عيد الفطر حيث من قال أن عدد التكبيرات في الركعتين بعيد الفطر إحدى عشر تكبيرة، وفي عيد الأضحى خمس تكبيرات وآخرون تسع تكبيرات، أما بالنسبة لرفع اليدين أثناء التكبيرات فكان الإختلاف بين مستحب كما جاء عند الشفعي ومالك وأحمد والأوازعي، وبين غير مستحب غير في تكبيرة الإحرام كما جاء عند الثوري ومالك.
وعلى الرغم من الأختلافات على عدد التكبيرات في المذاهب المختلفة وبين علماء الدين إلا أنه يجب إدرك أن التكبيرات من السنن العظيمة في يوم العيد سواء عند إقامة صلاة العيد أو حتى من خروج المسلم من بيته حتى يصل المسجد أو المصلى وحتى إقامة الصلاة، وهذا مؤشر على أن في التكبيرات صورة من صور الابتهاج والاحتفال بهاتين المناسبتين الغاليتين على قلب كل مسلم وعند الله.