ركّز الإسلام على طهارة الرّوح و البدن ، فالمسلم يحرص على تطهير نفسه و روحه من الأدران و الذّنوب ، فالصّلاة و الصّيام و الزّكاة و سائر العبادات هي مطهرةٌ للنّفوس مزكيّة لها ، فقد شبّه النّبي صلّى الله عليه و سلّم الصّلوات الخمس بنهرٍ بباب أحدنا يغتسل منه خمس مراتٍ في اليوم ، فتخيل و هو يعمل ذلك هل يبقى من درنه و ذنوبه شيء ، و الصّدقة تطفئ الخطيئة ، و الاستغفار يمحو الذّنوب ، و الحج يعيد المسلم كما ولدته أمّه طاهراً من الذّنوب و المعاصي .
و هناك طهارة الجسد التي ركّز الإسلام و حثّ عليها ، فالمسلم مأمورٌ بأخذ زينته عند الذهاب إلى المسجد و كذلك من سنن الجمعة الاغتسال و التّطيّب ، و الله سبحانه يحبّ عباده المتطهّرين قال تعالى ( فيه رجال يحبون أن يتطهّروا و الله يحب المطهّرين ) ، فقد أثنى الله في هذه الآية على الأنصار خيراً حتّى سألهم الرّسول صلّى الله عليه و سلّم عن ذلك ، فقالوا يا رسول الله إنّا قد قرأنا التّوراة و فيها الاستنجاء بالمّاء فنحن نتبع قضاء حاجتنا بغسل أدبارنا ، فالطّهارة من ما هى اسباب نيل محبة الله و القرب منه .
و من موجبات الغسل التي أمر بها ديننا و هي جزءٌ من طهارة البدن ، خروج المني بشهوةٍ و تدفّق في اليقظة و كذلك خروجه في النّوم عند الاحتلام أو غيره ، و كذلك التقاء الختانين أي تغييب الحشفة في الفرج عند الجماع ، و كذلك من موجبات الغسل انقطاع الحيض و النّفاس عن المرأة ، و كذلك عند موت الإنسان و عندما يسلم الكافر فيكون دخوله للإسلام موجباً لذلك ، و بعض العلماء رأى أن غسل الجمعة واجبٌ لحديث الرّسول صلّى الله عليه و سلّم غسل الجمعة واجبٌ على كل محتلمٍ و منهم من رأى خلاف ذلك و هو الرّاجح أنّه سنّة .
فالمسلم حريصٌ على الطّهارة في بدنه و هو نظيفٌ في شأنه كلّه ، فالله يحبّ النّظافة ، و كان هذا تميّز الأمّة عن غيرها من الأمم ، فقد كان من قبلنا و خاصّة اليهود لا يهتموا لذلك فنهى النّبي عن التّشبه بهم بقوله نظّفوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود .