الموت هو حق على كل مخلوق خلقه الله عز وجل في الكون كلّه، وبعد الموت يلاقي الإنسان مصيره إمّا إلى الجنة ورضوان الله أو إلى النار وغضب الله بناءً على ما قما به من أعمال في الدنيا، فبذلك يكون الموت هو يوم القيامة بالنسبة لمن يموت إذ إنّ حسابه يبدأ منذ لحظة دخوله في القبر فيكون قبر الإنسان إمّا قطعة من الجنة أو قطعة من النار.
إلّا أنّ عمل الإنسان لا ينقطع من بعد وفاته فمن الممكن أن تزداد حسنات الإنسان وسيئاته بعد الوفاة فالصدقة الجارية تظل مستمرة بعد موت الإنسان كمن أسهم به من خير يفيد به المجتمع بأسره فالصدقة الجارية مفهومٌ واسع جداً ولا يقتصر على الأموال فقط فمن قام بتعليم إنسان آخر فإن تعليمه له يعتبر صدقة جارية، ومن قام بهداية شخص آخر فإنّ أعماله تصب في ميزان حسنات ذاك الشخص حتى بعد مماته.
والأعمال الصالحة لا تقتصر على الإنسان ذاته فقط بل إنّه من الممكن أن يقوم الإنسان بالقيام بأعمال تفيد الميت بعد وفاته وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، فمن الممكن أن يقوم الإنسان بتقديم الحسنات للميت الذي يحبّ، وإنّ احسن وأفضل من يقوم بذلك هو الابن أو البنت، وإنّ أول ما يمكن القيام به بعد موت الشخص هو سداد الدين عنه على قدر الاستطاعة حتى تبرأ ذمته أمام الله، كما أنّ من الأعمال التي يمكن القيام بها عن الميت هو الحج والعمرة، والتي يشترط فيهما من أجل أن يقوم بهما الشخص عن الميت أن يكون قد قام بهما عن نفسه في البداية، ومن ثم يمكن القيام بهما عن الميت وبذلك يؤجر الميت ومن قام بالحج أو العمرة.
أمّا من أحب الأعمال للقيام بها للمتوفى هو الدعاء له وخاصة من أبنائه ذكوراً وإناثاً والدعاء له بالرحمة والغفران فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (أن رجلا سأله قال : إن أمي ماتت ، فهل لي أجر إن تصدقت عنها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم")، فيقوم المسلم بالدعاء للميت في السرّ والعلن وخاصة في الغيب حيث لا يشهد عليك إلّا الله والتي تكون من أصدق أنواع الدعاء وأكثرها إخلاصاً، وكذلك يمكن أيضاً التصدق بالمال عن الميت إن كانت صدقة منقطعة أو صدقة جارية كتعليم شخص ما على سبيل المثال.