يقع مسجد آيا صوفيا في مدينة اسطنبول في تركيا، في منطقة السلطان، وهو قريب من الجامع التركي المعروف والذي يسمى جامع السلطان أحمد وآيا صوفيا لم يكن مسجداً منذ بداية بنائه، بل كان كنيسة تحولت إلى مسجد فيما بعد. يعتبر مسجد آيا صوفيا دليلاً ومثالاً هاماً على نبوغ وتطور فن العمارة والبناء والزخرفة في العهدين البيزنطي والعثماني، فآيا صوفيا شاهد على التاريخ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
عند بناء الكنيسة التي كانت تسمى بكنيسة آيا صوفيا، كان هناك العديد من الأفكار التي تتعلق بفن العمارة والتي ضمنت بهذه الكنيسة، وقد كانت هذه الأفكار وهذا البناء الجميل، دليلاً في ذلك الوقت على مدى تطور فن العمارة البيزنطي، فقد كانت الكنيسة على شكل مستطيل، ويعلوها قبة في منتصفها على الجزء المربع منها، وفي مقدمة هذا المبنى يوجد أتريوم كبير جداً وضخم، يحيطه من جوانبه الثلاثة البورتيكوس كما ويحيطه أيضاً الإيسونارثيكس والناثيكس، بعد ذلك تأتي الصالة والصالات الجانبية أيضاً. وفوق الصالة توجد القبة الكبيرة الضخمة الجميلة، والتي تم تشييدها فوق هذا المبنى المربع الجميل. ترتكز القبة على أنصاف قباب ترتكز هي الأخرى على دعامات تقع إلى الأسفل منها، الأمر الذي يعمل على التقليل من الضغط المتولد والحاصل على الجدران. تغطى قبة مسجد آيا صوفيا من داخلها بالرصاص، والرصاص يكفل لها الحماية التامة من العوامل الجوية المختلفة، أيضاً وتحتوي على النوافذ التي تقع إلى الأسفل منها والتي تكفل لها التهوية. في فناء المسجد هناك درج، هذا الدرج يأخذ الزائر ويوصله إلى طابق آخر وهو طابق علوي، وهذا الطابق مخصص للسيدات. تم بناء وإضافة العديد من المباني الجانبية الدينية المتعددة والتي كانت ملحقة بهذا المبنى الرئيسي الهام، كما أننا نجد عدداً من الكنائس وهذه الكنائس تحيط بالمبنى الرئيسي، كما ويوجد عدد من الحجرات أيضاً، وهذه الحجرات كانت إما لرجال الدين أو للصلاة.
بني مسجد آيا صوفيا جستيان الأول في العام 537 من الميلاد، أما قبة هذا المسجد فكانت قد تعرضت للهدم في عدة مرات، وقد تم إعادة بناء هذه القبة مرة أخرى في العام 1346 من الميلاد. وفي العهد العثماني كان هناك عدد من الإجراءات الترميمية لهذا المبنى الهام، وفي العهد العثماني تحولت كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد آيا صوفيا، والذي حوله هو السلطان العثماني محمد الفاتح، وقم بإضافة منارة إليه، ومنارة أخرى تمت إضافتها لاحقا على يد السلطان العثماني بايزيد الثاني. وفي عهد أتاتورك تحول المسجد إلى متحف وكان ذلك في العام 1934 من الميلاد.