من الآفات التي ابتلي بها قطاعٌ من الشّباب في مجتماعاتنا آفة شرب الخمر ، فقد عرف النّاس ومنذ القدم شرب الخمر ، وكان النّاس يشربونه بكثرةٍ في الجاهليّة وقبل مجيء الإسلام ، ولكن بعد أن بعث النّبي صلّى الله عليه وسلّم برسالة الإسلام ، جاء بتوجيهاتٍ ربانيّةٍ للتّخلص من كلّ شرور الجاهلية وأدرانها ومن بينها بلا شكّ الخمر ، وقد بدأ النّبي الكريم في تحريمه على النّاس بالتّدرج وبالحكمة ، فنزلت آياتٌ كريمةٌ تتحدّث عن الخمر والميسر بطريقة الموازنة بين الإثم والمنفعة الظّاهرة ، ثمّ نزلت آياتٌ في تحريم الاقتراب من الصّلاة وأداؤها والإنسان في حالة السّكر ، ثمّ جاء التّحريم القّاطع في نهاية الأمر لهذه الآفة تحريماً نهائيّاً ، فقام النّاس بعدها بكسر أواني الخمر وسكب ما فيها في الطّرقات امتثالاً لأمر الله تعالى .
ويؤلم الإنسان المسلم أشدّ الإيلام أن يرى أناساً مسلمين يشربون الخمر ويقلّدون الغرب الكافر في ذلك ، وهناك من الشّباب من تراه راغباً في التّخلص من هذه الآفة المدمّرة ولكن يقول في نفسه أريد من يعينني على ذلك ، والحقيقة أنّ هناك عدّة وسائل تعين المرء على تجنب هذه الآفة والاقلاع عنها ، ولكل من يرغب أن يتركها نقول له بلسان النّاصح :
- إنّ عليك أن تدرك أنّ شرب الخمر هو من كبائر الذّنوب والمعاصي ، بل قد عدّه كثيرٌ من علماء المسلمين بأنّه أم الكبائر أو الخبائث ، ذلك بأنّ شارب الخمر قد يشربها في بادىء الأمر للتّسلية والعبث ولكن بشربها قد يرتكب الكثير من المعاصي والذّنوب لغياب عقله فيزني ويسرق وغير ذلك .
- أن يحرص الإنسان على لزوم الطّاعات وأهلها ، فمن واظب على أداء الصّلوات في وقتها وفي المساجد حيث تتضاعف الحسنات يصدّه ذلك كلّه عن مقارفة الذّنوب والمعاصي ، كما أنّ مصاحبة أهل الخير والطّاعة من الأمور التي تعيين المرء على ترك الذّنوب .
- إشغال النفس بتعرف ما هو نافع ، فالنّفس من أشدّ أعدائها الفراغ ، وحين تنشغل النّفس تراها لا تجد وقتاً للتّفكير في الذّنوب والمعاصي ، لذلك تجد دائماً من يقترف عادة شرب الخمر تتوفّر له مساحةٌ كبيرةٌ من الفراغ في حياته إلى جانب توفّر عوامل أخرى كالمال وصحبة السّوء ، فالقضاء على الفراغ وحسن إشغاله بالنّافع من العمل هي من الأمور التي تعيين المرء على الاقلاع عن هذه العادة الذّميمة .