وهبنا الله تعالى العقل السليم ، لنميز الصواب ، من الخطأ ، حيث أعطانا الله تعالى العقل ، لنتفكر به ، و نفكر من خلاله ، و نسعى للإستفادة منه ، بكافة الوسائل ، و المجالات ، حيث أعطانا الله عز جل القدرة على التفكير ، و اختيار القرار ، و أعطانا حرية الإرادة ، لاختيار الأفعال التي نريد أن نقوم بها ، و نسعى للعمل ، بهذه الإختيارات ، و العمل على تنفيذها .
فالله عز و جل لم يعطنا العقل و يسلبنا الإرادة ، بل عمل على وهبنا العقل “ ملكة التفكير و الإدراك و الوعي “ ، و رزقنا الإرادة ، حيث لا تناقض و لا تعارض في حكمته تعالى .
حرم الله تعالى في كل الكتب المقدسة من “ التوراة ، و الإنجيل ، و القرآن الكريم “ شرب الخمر ، و اعتبرها الإسلام من كبائر الأعمال . حيث يعمل الخمر على إذهاب العقل ، و فقدان الإنسان وعيه ، و يمكن أن يؤدي كل ذلك إلى حدوث الكوارث بعد شرب الخمر . حيث إذا فقد الإنسان وعيه ، يمكنه أن يرتكب جريمة قتل ، أو أن يرتكب الفاحشة ، و العياذ بالله ، بأن يزني بإمرأة ، و هو غير واعي لما يفعل ، أو أن يسرق مالاً ، أو أن يفشي سراً ، و كل ذلك بسبب ذهاب التركيز ، و العقل حين شرب الخمر .
يعد حكم شرب الخمر ، في جميع الأديان السماوية ، حراماً ، و لا سيما في الدين الإسلامي .
حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز : “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “ ، سورة المائدة ، الآية رقم ( 90 ) . صدق الله العظيم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِن .
حيث يعني الحديث الشريف ، أن الإنسان لا يكون كامل الإيمان ، إذا شرب الخمر ، بل ينقص عمله ، و إيمانه بشكل كبير .