الديون
تعتبر الديون من أصعب ما قد يواجه العديدين في هذه الحياة، حيث تتضمن الديون كل ما يجب دفعه من قبل الفرد للآخرين نتيجة اقتراض اقترضه منهم. تتنوّع الديون وفقاً للدائن الذي أقرض المدين؛ ذلك أنّ الدائن قد يكون جهة معينة كالبنوك –على سبيل المثال- أو المؤسسات الإقراضية، وقد يكون الدائن شخصاً عادياً.
الدائن في الحالة الأولى لا يقرض قرضاً إلا إن ضمن حقه، أما في الحالة الثانية فقد يضمن حقه أو لا تبعاً لرغبته هو، ولكن في الحالتين يعتبر الدين عبئاً يثقل كاهل المدين ويستوجب السداد مباشرة وبسرعة.
إن الديون تتراكم على المدين نتيجة للاقتراض كما ذكرنا، وقد يكون سبب الاقتراض إمّا لحاجة ملحة وطارئة، وإما لأجل الكماليات، وفي يومنا هذا تعتبر ديون الكماليات من أكثر أنواع الديون، فالإنسان لا يكتفي ولا يقنع بما لديه، بل يحاول الحصول على كل تعرف ما هو جديد حتى لو لم يستعمله، أو حتى لو لم يقدّم له مساعدة أو خدمة جديدة تهمه جداً في حياته.
من هنا فإنّ من أهم وسائل التخفيف وانقاص من الديون التي تستنزف الجهد والأموال أن يقنع الإنسان بما لديه، وأن لا يشتري شيئاً لا يمتلك قيمته الكاملة إلا للضرورة القصوى، وأن يُخصّص جزءاً من دخله الشهري للتوفير لمواجهة كل تعرف ما هو طارئ بدلاً من أن يقترض من الآخرين.
كيفيّة التخلّص من الديون
الانتهاء والتخلص من الديون يبدأ أولاً بالنية، فمتى ما قصد الإنسان أن يتحرّر من هذا العبء الذي يثقل كاهله فإنّه سيكون قادراً على السداد، أمّا لو لم تكن النية متوفّرة لديه لسداد الديون والتخلص منها فإنه سيظل مقيداً بهذا الأمر طيلة حياته.
يعتمد التخلّص من الديون على مقدارها؛ فصعوبة السداد تتنساب طردياً مع مقدار الديون المتراكمة؛ إذ إنّه كلما كانت الديون أكثر كان السداد أصعب ولكنه ليس مستحيلاً. لسداد الديون ينبغي أولاً حصرها ثم جدولتها، كما ينبغي جمع كامل دخل الأسرة وتقسيمه وفقاً للأوليات، بحيث تكون الديون لها الأولوية القصوى، مع ضرورة الانتباه إلى أنّ الديون لا يجب أن تزيد خلال فترة السداد، فمثلاً يجب تسديد كافة المستحقات أولاً بأول دون أن تتراكم، فتراكم الديون أثناء السداد لن يجعل هناك مجالاً للتقدم في التحرر منها.
يجب أيضاً التفاوض والتواصل مع الدائنين، ومحاولة إمّا التخفيف وانقاص منها أو تجزيئها إلى دفعات أقل، كما ويمكن أيضاً البدء بسداد الديون الأقل أولاً، فذلك يُخفّف عن كاهل المدين إلحاح عددٍ كبير من الدائنين، ويكون قادراً حينها على التفرّغ وسداد الديون الأكبر من حيث القيمة.
