الدبلة
الذهب والحلي بكلّ أشكالها وأنواعها من الأشياء المفضلة لدى الإناث، ومن بين الحليّ الخاتم؛ حيث أصبح رمزاً يشير إلى حالة الفتاة الاجتماعيّة في يومنا هذا، فتعرف على ما هى عادات وتقاليد هذا الخاتم؟ وكيف بدأت قصة ما تُعرف بـ "الدبلة"؟ هذا ما سنجيب عنه خلال مقالنا.
نلاحظ في الكثير من الأفلام الأجنبيّة أنّ الرجل لا يمكن ان يطلب يد حبيبته للزواج دون وجود خاتم جميل، أو ما يسمّى "الدبلة"، وهو يطلب يدها ضمن طقوس معيّنة، فيتطلب من العروس أن تجيبه بـ "نعم" حتى يمكنه أن يلبسها إيّاه، هذا ما يتعلّق بالثقافة الغربيّة، أمّا في ثقافتنا الشرقيّة فإنّ خاتم الخطوبة هذا يلبسه العريس للعروس بعد أن يتمّ الاتفاق بينه وبين أهلها والموافقة على الزواج منه، وذلك فيما يعرف بحفلة الخطوبة.
تاريخ الدبلة
بدأ تاريخ "الدبلة" أو خاتم الخطوبة من العهد الفرعونيّ القديم، وقد كان أوّل من بدأ هذا التقليد هم المصرييّن القدامى؛ حيث إنّهم كانوا يتبادلون الذهب فيما بينهم على شكل حلقات، وعندما يضع العريس حلقة في أصبع عروسته فهذا يعني أنّه قد وضع ماله وكل ما يملك تحت تصرّفها، أمّا الرومان فقد كان طوق الزهور على الرأس دليل على خطبة العروس، ووضع الخيط الملوّن على خنصرها دليل على زواجه منها.
أمّا في يومنا هذا فتلبس الدبلة عند الخطوبة في اليد اليمنى، وعند الزواج في اليد اليسرى، والسبب في ذلك أنّ اليد اليمنى هي اليد التي نحلف بها ونتعهّد، ولذلك فإنّنا في الخطوبة نتعهّد بالارتباط مدى الحياة، وفي الزواج يوضع الخاتم في اليد اليسرى تحديداً في الأصبع الرابع، لأنّه كما يُقال إنّ هناك شريان يتصل مباشرة بين ذاك الأصبع والقلب، وهو الشريان المعروف بشريان الحب أو (فينا أموريس).
وفيما يتعلّق بالشكل الدائريّ لدبلة الخطوبة فإنّه في العهد الرومانيّ كان دليلاً على المتانة والصلابة، والدائرة تعني أيضاً الاستمرار والثبات، وقد تمّ صنع بعض الخواتم من الألماس، هذا الحجر الفريد الذي يرمز للحبّ الأزليّ، أمّا الماسات الثلاثة في الخاتم فإنّها ترمز للماضي، والحاضر، والمستقبل. وقد تطوّر الأمر إلى أن يلبس العريس أيضاً خاتماً من الفضة ليكون دليلاً على ارتباطه، سواءً في الزواج أو الخطوبة حسب مكان وضع الخاتم، وكذلك فإنّه قد يقوم بعض العرسان بنقش بعض العبارات وكلمات وعبارات الجميلة على الخواتم، وفي بعض الديانات فإنّ خاتم الدبلة هذا يعتبر عربوناً على الارتباط، وعهداً شرعيّاً بين الزوجين لا يجب كسره.
قد تختلف بعض الثقافات والحضارات في هذا الأمر، وتخلق ثقافتها الخاصّة في هذا الأمر؛ ففي الهند يقوم الهندوس بتبادل الخواتم في أصبع القدم بدلاً من اليد، وهو ما يعرف بالبيشيا، وفي البنغال إنّ العروس ترتدي ما يعرف باللوها، وهي إسورة حديديّة مطليّة بالذهب أو الفضة، أمّا في رومانيا، فلها تقليدها الخاص الذي انتشر في بعض البلاد الغربيّة؛ حيث إنّ الرومان بعد مرور خمس وعشرين سنة على الزواج يقيمون حفلاً كبيراً لتجديد نذور الزواج، وفيما يلبس العريس عروسه زوجته خاتماً فضياً إلى جانب ذاك الخاتم الذهبيّ الذي ألبسه لعروسه منذ خمسٍ وعشرين سنة مضت.