رمضان هو شهر الخيرات الذي فيه يتقرب الإنسان من ربه عز وجل احسن وأفضل تقرب والذي فيه يرضى الله تعالى عن الإنسان والذي فيه تتضاعف الأعمال وتكثر الأعمال الخيرية والتي تزيد من صلة الإنسان بمن حوله من الناس وتزيد من الترابط المجتمعي في شتى الأحوال والأوقات، والمسلم المؤمن هو من يحدد كيف سيستغل وقته في رمضان وحتى في غير رمضان في اى وقت آخر من أوقات العام، فالوقت جداً ثمين وهو هدية من الله تعالى لنا وهو نعمة منه وفضل لا يقدر بثمن. لهذا يتوجب على المسام أن يحسن قضاء كل ثانية من أوقات يومه وليله في رمضان لأنه فرصة ثمينة وعظيمة وينبغي استغلالها بالطريقة الأمثل.
إذا أيقنا أن رمضان المبارك هو من أعظم أوقات العام وأحبها إلى الله تعالى وأكثرها بركة وفضلاً على المسلمين، فإننا سنوقن أن قضاء رمضان في العبادات هو من احسن وأفضل الأعمال، والعبادة لا تكون عبادة إلا إن كانت مقترنة بحسن الخلق وطيب المعشر، لهذا فإنه يتوجب أن يقوم الإنسان بعمل جدول في أنواع العبادات التي يريد أن يؤديها في أيام رمضان المباركات، فمن الممكن أن يقوم الإنسان المسلم المؤمن بزيادة الصلاة بخشوع حتى تستوفي غايتها العظمى من حيث تهذيب النفس الإنسانية وتقوية وتنمية اتصال الإنسان بخالفه عز وجل، كما وأن قراءة كتاب الله تعالى هو من احسن وأفضل الأمور التي يمكن أيضاً بها أن يقضي الإنسان وقته في رمضان، ويجب هنا الوقوف ولو قليلاً عند قراءة الكتاب، فلقد علمونا مذ كنا صغاراً أن كتاب الله تعالى معجز، وأنه نزل لإبهار قريش، مما رسخ في عقولنا جمال القرآن لغوياً وأصبحنا نتعامل معه وكأنه شعر لا كأنه كتاب الله تعالى ، وأيضاً أصبحنا نتعامل مع القرآن وكأنه مولد للحسنات فالحرف بعشر حسنات ولنا أن نتخيل بهذه بحسبة بسيطة عدد الحسنات التي يمكن أن نجمعها من القرآن مما طمع الناس بقراءة كتاب الله دون الالتفات للمعنى الذي يريد الله تعالى أن يوصله لنا، فقراءة كتاب الله اليوم هي لإزالة ما علق عليه من غبار فقط، ولكسب وجمع ملايين الحسنات فقط، وهذه طامة كبرى يتوجب الوقوف عندها بشكل أكبر. كما ويمكن للمسلم أن يقضي وقته في الأعمال التطوعية المختلفة والتي يمكن بها أن يقوم الإنسان بمساعدة ودعم كافة الناس اللذين يحتاجون للمساعدة خلال أيام هذا الشهر الفضيل وخلال أيام السنة جميعها.