رمضان شهر مبارك وشهر كريم ينتظره المسلمون جميعا وفي جميع أنحاء العالم، وبعدون الايام في السنة الى السنة المقبلة ويكون في قلوب المسلمين فرحا كبيراً بقدومه لأن شهر رمضان شهر،الحسنات والإبتعاد عن السيئات ما ظهر منها وما بطن، فاستقبال شهر رمصان الكريم يبدأ ليس بإحضار كميات كبيرة من الطعام والشراب وجعله سهر وولائم وليس شهر عبادة، فيبدأ المسلم يتحضير نفسه إلى إقامة الصلوات جميعها وفي أوقاتها في حال كان في الأيام المعتادة صلاته متقطعة.
ومن مظاهر استقبال المسلم لشهر رمضان ان يقوم المسلم بترتيب اموره وتنظيم وقته في هذا الشهر بالعبادة وليس بمضيعة الوقت بالمسلسلات التلفزيونية بل يبدأ يومه بصلاة الفجر وباقي الصلوات تصلى في وقتها، وفي هذا الشهر الفضيل الذي أنعم الله سبحانه وتعالى علينا به يغتنم المسلمين الاوقات الثمينة بآداء صلاة التراويح و إقامة الليل وتلاوة القرآن الكريم، كما يتبع جانب العبادة جانب اخر مهم جدا وهو جانب السلوك الحسن والسيرة الطيبة والإبتعاد عن ما كان يفعله في غير شهر رمضان من الغيبة والنميمة والشتيمة وإفتعال المشاكل وعيوب وقلة الصبر.
كما أنّه على المسلم أن يصدق الله سبحانه وتعالى في عبادته وأن يكثر في شهر رمضان المبارك من الصدقات والتبرع على حسب مقدرته وما تجود به نفسه وان كان قليلاً و مساعدة الآخرين، فأجره عند الله سبحانه وتعالى عظيم لأنّ شهر رمضان شهر عظيم لذا لابد علينا أن نغتنم الفرصة في هذا الشهر الفضيل ولا نضيع الأوقات الذهبية بأمور دنيوية لا فائدة منها بل نغتنم كل دقيقة في هذا الشهر بأبسط العبادات وهي الذكر بالتّسبيح والتهليل والاستغفار، كما نقوم بأي عبادة تقربنا من الله سبحانه وتعالى وتقربنا من جنات الرحمن ويبعدنا عن نارجهنم، فلا أحد منا يضمن أن يحضر عليه شهر رمضان الكريم مرة أخرى لذا نطبّق الحكمة القائلة بأن نعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا ولأن الإنسان لا يضمن أن يكون بصحّته ليستفيد من كل دقيقة من شهر الشهر الفضيل. فلا بد أن يكون شهر رمضان مثل الماء يغسله كل يوم من الذنوب والخطايا يعيد الإنسان كالثوب الأبيض لا دنس فيه فشهر رمضان الكريم شهر لا يعرف قيمته إلا من حرم منه، فلنحرص على أن يكون شهر رمضان بداية جديدة لنا في حياتنا كل عام ونحافظ على هذا النهج حتى في ما بعد رمضان.