شهر رمضان من الأشهر المباركة التي ينتظر المسلمون قدومه في كلّ عام، فهو شهرٌ تضاعف فيه الحسنات أضعافاً كثيرةً، وهو شهر أوّله رحمةٌ وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النّار، وإنّ المسلم يفرح أشدّ الفرح بقدومه فتراه يستقبله بكلّ فرحٍ وسرور، ومن المسلمين من يضع برنامجاً خاصّاً لهذا الشّهر الكريم حتى يغتنم كلّ لحظةٍ من لحظاته، فكيف تصبح وتكون العبادة في رمضان، وتعرف على ما هى الطريقة المثلى لتنظيم العبادات فيه بما يحقّق اغتنام الحسنات ؟
إنّ ما يميّز شهر رمضان المبارك أنّ فيه عباداتٍ متنوّعة، ومن أبرز هذه العبادات عبادة القيام، وقيام رمضان هو صلاة التّراويح التي تميّز هذا الشهر وتعطيه نكهةً خاصّةً، فترى المسلم إذا فرغ من إفطاره استراح قليلاً حتّى يقترب موعد صلاة العشاء فيقوم بتجهيز نفسه للخروج إلى صلاة التّراويح، وقد بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم فضل قيام ليالي شهر رمضان المبارك حين قال ، من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه، فالحرص على هذه النّوع من العبادة في هذا الشّهر الفضيل هو ممّا يرفع درجات المؤمن عند ربّه كما تكون فرصةً للتّعرض لنفحات الله تعالى ورحماته .
الدّعاء والذّكر، فمن أجلّ العبادات وأعظمها عبادة الذّكر والدّعاء ومناجاة الله تعالى، وإنّ شهر رمضان المبارك وبسبب أنّه شهر نفحات الله ورحماته، فإنّ ذلك يكون فرصةً للتّعرض لتلك النّفحات، وبالتّالي يستجيب الله تعالى لدعاء المسلمين ويفرج هموم المكروبين، وقراءة القرآن، فالحرص على قراءة القرآن في هذا الشّهر الفضيل هي كذلك نوعٌ من أنواع العبادات التي تضاعف فيها الحسنات، وإنّ لقراءة القرآن في شهر رمضان لذّةً لا تضاهيها لذّة، حيث يستشعر المسلم فيه قرب الله تعالى منه، ومن المسلمين من يقوم بختم القرآن الكريم في هذا الشّهر أكثر من مرّةٍ حرصاً على نيل الأجر والثّواب .
العمل الصّالح والسّعي بالخير بين النّاس، فالصّدقة في رمضان على الفقراء والمساكين ليست كغيره من الشّهور، فحين تقدم على أخيك المسلم بصدقةٍ فإنّ ذلك يفرحه أشدّ الفرح، كما يكون شهر رمضان المبارك فرصةً للسّعي بالخير بين النّاس والإصلاح بينهم، ذلك بأنّ النّفوس تتصافى في هذا الشّهر وتكون مستعدةً أكثر من غيره من الشّهور للمصالحة، ولا غرابة في ذلك حيث بين النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ الشّياطين تصفّد في هذا الشّهر، وتفتح أبواب الجنّة وتغلق أبواب النّار، جعلنا الله تعالى جميعاً ممّن يغتنم ساعاته ودقائقه في مرضاة الله تعالى .