جدول المحتويات
المخدّرات
تؤثر المخدّرات على كافة أجهزة الجسم، ويختلف تأثيرها باختلاف أنواعها، وكميّاتها، واعتياد الجسم عليها، وفي جميع الأحوال تؤدي إلى اضطرابات في عملها، والجهاز العصبي هو الجهاز الذي يتأثر أولاً، كونه هدفاً للمخدرات، وبتأثره يتم التأثير ونتائج على كافّة الأعضاء الأخرى فهو المحرّك والمدير للجسم، وهذه قائمة بما تقوم به بعض أنواع المخدّرات على أهم أجزاء الجهاز العصبي.
تأثير ونتائج المخدّرات على الجهاز العصبي
- اضطراب وظائف المخ، وذلك من خلال:
- تثبيط عمل بعض العصبونات المخيّة، مثل المخدّرات من نوع الباربيتيورات.
- تنبيه وزيادة نشاط العصبونات المخيّة، مثل الكوكايين، والأمفيتاينات.
- اضطراب وظائف جذع المخ، ممّا يؤدي إلى تأثر مراكزه التي تتحكم في العديد من العمليّات في الجسم مثل:
- الجهاز التنّفسي، بعض المخدرات تعيق عمل الجهاز التّنفسي بشكل كبير، ممّا يؤدي إلى الوفاة.
- القلب، بعض المخدّرات تثبّط عمل عضلة القلب، ممّا يجعلها غير قادرة على ضخّ الدّم المحمّل بالأكسجين كما يجب، وبالتّالي يعيق وصلوله لأجزاء الجسم، وهذا ما يبرر شعور المدمن بالتراخي، والرغبة في النّوم بعد أخذ الجرعة.
- التّاثير على منطقة تحت المهاد، وهي منطقة تقع تحت المخ، وتتحكّم في درجة حرارة الجسم، ومستوى الماء فيه، وإفراز الهرمونات، فهي تتحكم في الغدّة الأم (الغدّة النّخاميّة) التي تتحكم بعمل باقي الغدد الصّماء، وبالتّالي تتحكم في المشاعر بشكل عام، وتقوم المخدّرات بالتأثير ونتائج على شقيّن منها، مكانين محددّين أكثر من غيرهما، وهما مركز الجوع، والشبع، فتغلّب شعور الشبع، حتّى وإن كان الجسم يحتاج فعليّاً إلى الغذاء، ومركز الألم والمتعة، فتغلّب مركز المتعة، وتقلل الألم، ولكنّ سرعان ما يختفي هذا الشّعور ويتحول إلى اكتئاب، وقلق، وتوتّر بعد فترة من أخذ الجرعة.
- الاعتياد، وذلك بالتأثير ونتائج على الجهاز الحوفي، وهو قشرة المخ التي تحتفظ بالذّكرى العاطفيّة للإنسان، فمثلاً إن تعرّض طفل لموقف أليف في صغره، سيتذكّر هذا الموقف، ويشعر بالألم والخوف عند رؤية أي موقف مشابه، وكذلك المدمن، فهو عندما يتعاطى المخدّرات سيشعر بالراحة، والمتعة بعدها، ولذلك يقوم الجهاز الحوفي بالإلحاح عليه لتكرار هذا الشّعور، أي بالرجوع مجدداً لأخذ جرعة أخرى، وهكذا، فلا يستطيع المدمن الإقلاع عنها.
- تنشيط قشرة الجزء الأيمن للمخ، وهو الجزء المسؤول عن الفن والموسيقى، وتثبيط الجزء الأيسر المسؤول عن العمليّات الحسابيّة، والتّحليل، واتخاذ القرارات، ممّا يغيّب قدرة الإنسان على حماية نفسه.
وكون الجهاز العصبي يتحكّم في جميع أجزاء الجسم، فتأثير ونتائج المخدّرات عليه يؤثر بشكل كبير عليها عموماً، بالإضافة لتأثيرها المباشر على هذه الأجزاء، وما تسببه على المدى البعيد من نقص المناعة، وسرطانات خاصّة في الفم والحنجرة، والرئتين.