الانجذاب، هو الإسراع والاندفاع بدون شعور، أي هو فعل تلقائي يقوم به الشخص تجاه شخص ما أو شيء ما بدون تفكير ولا تخطيط. وانجذاب الشاب لفتاة هو بالضبط هذا الشعور اللاإرادي الذي يحسه الشاب تجاه فتاةٍ بعينها. وقد يكون الانجذاب جسدياً بحتاً، أي أن يكون قد انجذب نحو مفاتنها، فهذا الانجذاب لا يُرجى منه حباً ولا علاقة عاطفية قد تتكلل بالزواج، وهذا الانجذاب يكون غالباً من اول لقاء بين الطرفين، أو كما يسميها العامة "حب من أول نظرة".
أما الانجذاب العاطفي، فلا يمكن أن يحصل بهذه الطريقة، والانجذاب العاطفي الصحي؛ قد لا يكون حتى من أول أشهر العلاقة، فأي انجذاب يكون في البداية، تعرف ما هو إلا إعجاب بالطرف الاخر؛ ولم يرتقِ بعد إلى مرحلة الانجذاب العاطفي. ففي البداية، قد ينجذب الشاب إلى الفتاة بسبب طولها أو شعرها أو جمالها أو جسمها... إلخ من هذه الأمور الظاهرية، وهذا ليس أساساً لتُبنى عليه حياة أُسرية كريمة. يجب أن يكون الانجذاب روحياً وليس جسدياً، تتحاب الأرواح قبل أن تتلاقى الأجساد.
عادة ما ينجذب الرجل إلى المرأة بسبب أمور عاطفية عالقة في عقله الباطن، فهو إما ينجذب نحو مَن هي مثل أمه وشقيقاته، أو أن تكون على العكس تماماً منهن. فليس بالضرورة مَن كانت أمه محجبة وملتزمة؛ أن ينجذب نحو إنسانة تمتلك هذه الصفات، ولكن قد يكون انجذابه نحو العكس تماماً، فيكون متجهاً نحو المتحرِّرات ومبتعداً عن المحجبات. والعكس صحيح، قد ينجذب نحو المحجبات لأن أمه محجبة، ويبتعد عن غير المحجبات لأنهن لا يمثلن الأمثلة العليا لديه.
الانجذاب ليس هو الحب، ولكن الحب يولد من الانجذاب، وتقارب الطرفين المنجذبين يُطلق الشرارة التي قد تُولِّد الحي بينهما. والفتاة المعنية بانجذاب شاب مُعيّن لها، يجب أن تكون ذكية بمكان؛ أن تعرف خفاياه وتتوصل إلى المفتاح الذي تفتح به صندوق انجذابه إليها، فتكون هي كل ما يريد وكما يريد. ليس كذباً منها ولا تزويراً، ولكن تُطوِّع نفسها إن استطاعت لتكون على مستوى تطلعات الشاب، حتى تحتل المكانة التي ترجوها لديه.
لا يوجد نظريات في هذا الموضوع ليتم طرحها؛ ولا قواعد أساسية يجب على الفتاة أن تمشي عليها لتصل إلى قلب الشاب. ولكن يوجد أمور بديهية يجب على الفتاة اتباعها. الموضوع ليس مباراة كرة قدم، فلا يوجد قوانين تُطبَّق بحذافيرها، العواطف ليست رياضة لتُسنَّ لها القوانين، فالقلب مركز الإحساس، وكل قلبٍ له قوانينه الخاصة وقواعده التي يقدِّسها. كل إنسان لديه فتاة أحلامه، ولكن هذه الفتاة ليس صورة جسدية بقدر تعرف على ما هى تكوين من مزيج عجيب من الأفعال والتصرفات والأخلاق، هي موجودة في عقله صورة بلا وجه، وينتظر من تَملأ الفراغات وتُطابق المواصفات – إن صح التعبير – ليتجه نحوها بدون شعور ولا وعي.
ثم هناك الانجذاب الجسدي الذي أتينا على ذكره آنفاً، وهو انجذاب لمزايا واضحة؛ وينتهي فور انقضاء وجوده. فلو أن الطرفين اجتمعا في علاقة، فسينتهي الانجذاب بمجرد أن يحصل الشاب على مبتغاه منها. ولو أن هذا الانجذاب تكلَّل بالزواج، فسيموت سريعاً بعد أن يختفي سبب الانجذاب. فإن كان الانجذاب لجمال جسمها مثلاً، فسينتفى الانجذاب لو ترهل جسدها بعد الولادة، ولو كان السبب هو شعرها، فلو تساقط لانتفى الانجذاب؛ وهكذا دوليك. ولذلك ركَّزتُ وأركِّز على الانجذاب العاطفي، لأنه لا يخبو مع الزمن ولا تؤثر عليه أحوال الطقس السيئة.