عزيزتي حواء.. الخطوبة هي عبارة عن فترة وعد بالزواج، ولقد وضح الإسلام أن السبب من فترة الخطوبة أن يتعارف الطرفان، وأن يفهم كل منهما كيف يفكر كل طرف وماذا يفضل وبماذا لا يرغب؟ و تحديد صورة لمستقبل الزوجية الخاص بهم، وتعرف ما هو هدف كل منهما من الحياة، وما النقاط السلبية والايجابية في كل شخص حتى تعزز الايجابية وتعدل السلبية.
الأخت الكريمة.. من المتوقع من أي فتاة أن تكون علاقتها بخطيبها مزينة بملامح من خجل وحياء في البداية نظرا لعدم اعتيادها عليه ولخجلها منه في البداية، فتلجأ دائما للسكوت، وفي كثير من الأحيان لا تجد كلمات وعبارات تعبر بها عن نفسها وأفكارها وأحلامها، أو حتى لا تستطيع في البداية أن تفتح الموضوع المناسب الذي تريد طرحه للنقاش، وتظل بعض هذه الحواجز قائمة حتى يتم الزفاف ومن الممكن مع طوال فترة الخطوبة أن يبدأ هذا الحاجز في التلاشي تدريجياً.
كوني دوماً على ثقة عزيزتي حواء بأن خطيبكِ يقدر تماماً هذا الخجل، كما وأنه بداخل نفسه يحمد الله على أن اختار الفتاة الخلوقة، ولذا سوف يحبك أكثر ويقدرك أكثر، ولكن لا مانع من أن تفكري قبل مقابلته بوضع نقاط رئيسية لما تودين الحديث به معه، و الأسئلة التي تحبين معرفة إجاباتها أو التوصل إليها والى اجابتها، علي أن يكون حديثكِ معه يشعره بسعادتكِ في الزواج به، وذلك يكون بالتلميح وليس بالتصريح، كما من الرائع أن تبدي له إعجابك المتكرر بأخلاقه النبيلة وتدينه وحسن خلقه وحرصه علي الاهتمام بك السؤال عنكِ وعن أسرتكِ وكل ما يخصك، والتزامه بضوابط الشرع في فترة خطبتكما.
هذا الحوار لاشك سيجعله يشعر بحبك واهتمامك به وستزدادِين عنده حباً واحتراماً لديه. كما ويمكنكِ أختي الكريمة سؤاله عن أهله وأحوالهم وعن عمله وكل ما يخصه، وعن هواياته وتطلعاته ومشاركته بها حتى تسعديه، لأن هذا يدخل السرور بشكل كبير عليه.
جربي ثقافة المفاجآت، فاجئيه بشيء لا يتوقعه، هدية صغيرة، زيارة على غير موعد، رسالة هاتفية، مكالمة على حين غرة، سيدرك كيف أنك تهتمين به وتشاركينه همومه.
حاولي أن تعرفي جدوله اليومي، واطمئني عليه خلال أدائه بعض الأعمال الصعب، دعيه يتفاجأ بمعرفتك بتلك التفاصيل، التي يمكن معرفتها من خلال إخوته الصغار أو من توثقين علاقتك بهم من أقربائه.
استغلي فترة مرضه التي قد تنظرين إليها على أنها غير جيدة، بل هي فرصة لإثبات اهتمامك به وحرصك عليه، سواءً بالاطمئنان عليه، أو بالدعاء له، أو بزيارته وإرشاده لبعض الأدوية، أو لتقديم هدايا الشفاء والتعافي.
ختاماً.. إن كان خاطبك علي خلق ودين ترضينه، وأنتِ تحبينه وتكنين له كل الاحترام، حاولي أن لا تطيلي في فترة الخطوبة لأنها تجلب المشاكل وعيوب واحرصي على أن يكون هناك تعجيل بالزواج، لأن الزواج استقرار وتفريغ للشحنات العاطفية وراحة نفسية لكليكما، وتمنياتنا لكم جميعا بدوام السعادة والهناء.