خلَقَ اللهُ سيدنا آدم من طين ، وفي موضع آخر من طين من حمأٍ مسنون ، ومن صلصال ، والشاهد في خلقة سيدنا آدم أنَّ اللهَ خلق الرجال ، من الأرض وهذا انعكس على شخصية الرجل ، فهو الذي يعمل في الأرض ، ويتامل مع مواردها كالخشب ، والحديد ، والمزروعات ، والبناء ، وهو شديد الطبع ،واضح الصفات ، والأفكار ، لا يفصل كثيراً في الأمور بل يأخذها ببساطة ، ومنطقية ، أمَّا المرأة فقد خلقها الله من الضلع الأعوج الذي يحيط بالقلب ، وهذا يتناسب مع وظيفتها في الحياه ، فهي الإبنه ، والأخت ، والزوجة ، والأم ، وهي مصدر الحنان ، والإهتمام ، والحضن الذي يأوي إليه الانسان في فرحته ، وفي ضعفه ، فهي كتله من المشاعر ، والعاطفة ، وهذا الإختلاف الكبير بينَ الرجل والمرأة هو سبب التمازج ، والتكامل ، فما ينقص أحدهما يكمله الآخر ، وعلىهذا الاساس تبنى الحياه الزوجية ، فلا تعتقد المرأة انها ستجد زوجاً مطيعاً ، ملتزما ببيته ، سيسمعُ كلامها ، ويمثل فارسها الذي رسمت ملامحه في أحلامها ، بالتأكيد ستجد الكثير من العوائق والمشكلات في علاقتها معه بذات في الفترة الأولى ، وهي شيء طبيعي وسوف تجتازه مع الوقت ،
ولكنْ عندما يكون هناك طبع أو صفة سيئة في زوجها ، لم تستطع الزوجة التعامل معها أو تغييرها وقد سببَ لها هذا الأمر حاجزاً كبيراً بينهما ، وتكدراً في البيت ، وفي التعامل ، عندها عليها أن تبدأ باتخاذ اجراءات مختلفة غير الصبر والسكوت للتعامل مع هذا الأمر ، ومن هذهِ الصفات المزعجة والتي تقلق الحياه الزوجية (البخل ، التدخين ، المعاملة السيئة ، مشاهدة المواقع السيئة ....)
وهناك بعض النصائح والطرق وخطوات التي يمكن الاستفادة منها ، لتغييري زوجك نحو الاحسن وأفضل ،
1- أدي واجباتك كاملة دونَ تقصير : قد تعتقدينَ أنَّ الإضراب عن عمل البيت ،وخدمة الوزج سيجعله يكف عن عاداته القديمة المزعجة ، ولكنَّ هذا غير صحيح ، ربما يتوقف عنها لفتره مؤقته أو أمامك فقط ، وربما يزداد عناداً ، وسوءاً ، فتكوني قد هدَّمتِ ما كانَ عامراً من بيتكْ ، لذلكَ اجعلي بيتك جنة ، ومكان راحة ، ولا تقصيري في اى حق من حقوقه ، حتى تبقي حبلاً قوياً بينكما ، لا ينقطع ، وحتى يكون بداية تستطيعنْ منها الحديث معه .
2- لا تعيبي زوجكْ امام الناس : فيما بينكما أشعريه أنك لا تحبينَ هذا التصرف ، وأنَّ هذهِ العادة خاطئة وتزعجكِ ، ولكن أمام الناس احرصي على تلميع صورة زوجك ، واذكري محاسنه ، وأفضاله ، بذات في وجوده ليشعر أنك تحبين تواجده في البيت ، وأنك مرتاحه معه ، ولتشعريه برغبة في تغيير نفسه نحو الاحسن وأفضل .
3- استغلي الأوقات المناسبة : كوني زوجة حاذقة ولا تتزعجي زوجكَ حولَ ما يزعجكَ كل الوقت ، عندَ مجيئه من الشغل ، وأثناء الأكل ، وقبلَ النوم ، بل اختاري الوقت المناسب للحديث معه ، واجعلي الحوار لطيفاً منبعه الحب والإهتمامْ ، وليسَ اللوم والتكبر ، كأن تقولي "أنا أريدك أن تترك التدخين خوفاً على صحتك .." ، واشرحي له مضار ما يفعله سواءً على الناحية النفسية ،أو الجسدية أو الإجتماعية .
4- ذكريه بالله وادعي له : تابعي معه برنامج ديني أو ندوة في فترة الفراغ ، دون أن تشعريه بالإجبار ، وكلما سنحت لكِ الفرصه ذكريه بالله ، وبفضله ، حسناته ، والثواب عند ترك هذا العمل السيء ، ومن ناحية أخرى ذكيريه بالنار والعقاب والغضب كجزاء لهذا الفعل ، وذائماً خاطبيه بلهجة الخائفى التي ترغب في حمايته ، وحمايه بيتها ، وأنه انسان صالح وجيد لذلك عليه ترك هذا الفعل .
التعامل مع الزوج يحتاج إلى صبر ، وفهم لشخصية الزوج كذلك ، وتعب أيضاَ ، ولكنَّه يؤتي ثماره في نهاية المطاف ، وكم من امرأة غيرت زوجها نحو الأفضل وجعلت منه شخصاً صالحاً ، وانساناً مميزاً ، بالحكمة وحسن الموعظة .