البويضات ومُفردها بويضة؛ هي الخلية التناسلية الأنثوية، ويتم إنتاج البويضة في المبيض والذي هو جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، وبالإضافة لإنتاج البويضات؛ فإن المبيضين هما المسؤولان عن إنتاج الهرمونات الأنثوية والمسؤولة عن إظهار الصفات الأنثوية لدى الفتاة، مثل تعبئة الثدي بالدهون ونضوج الغدد في الثدي؛ وكذلك الهرمونات المُساعِدة على الحفاظ على الحمل وتثبيته. ويقع المبيض الذي هو عبارة عن غُدد تناسلية أنثوية في التجويف البطني، ويكون لدى الأنثى مبيضان يعملان بالتناوب لإنتاج البويضات، فيقوم كل مبيض بإنتاج بويضة ناضجة شهراً بعد شهر؛ تاركاً الشهر التالي للمبيض الآخر لينتج البويضة. ويكون الحجم الطبيعي للبويضة الناضجة والجاهزة للتخصيب حوالي 18 إلى 21 مليمتراً.
تخرج البويضة من المبيض عادة ابتداءاً من اليوم العاشر لنزول دم الدورة الشهرية (الحيض)، وتخرج لتستقر في قناة فالوب لمدة أربعٍ وعشرون (24) ساعة بانتظار وصول حيوانٍ منوي ذَكَرِي إليها لتخصيبها، فإن لم يحصل تخصيب للبويضة أثناء وجودها في قناة فالوب؛ تنزل إلى الرحم وتلتحم بجداره؛ ثم تنزل مع بطانة الرحم مُمَثَّلة بالدورة الشهرية. ويختلف موعد خروج البويضة من المبيض من امرأةٍ لأخرى حسب عوامل عديدة، ولكن على الأرحج أنها تخرج ما بين اليوم العاشر من نزول دم الدورة الشهرية إلى اليوم الرابع عشر من نزولها، فيُفضَّل الإكثار من الجِماع في هذه الفترة لزيادة احتمالية التقاء حيوان منوي مع البويضة وحدوث إخصاب لها. ولذك يُفضَّل أن يكثِّف الزوجان الإلتقاء الجنسي بينهما ابتداءاً من اليوم التاسع لنزول دم ادورة الشهرية؛ ولمدة أُسبوعٍ كامل، فهذا كفيلٌ بان يحصل المراد وتلتقي البويضة مع الحيوان المنوي بإذن الله، حيث أن فترة حضانة الحيوان المنوي داخل الرحم وقناة فالوب من الممكن أن تصل إلى ثلاثة أيام.
عند حدوث العلاقة الجنسية بين الزوجين، يقوم الزوج بعد وصوله إلى قمة نشوته الجنسية بقذف السائل المنوي في عنق رحم زوجته، وينتقل السائل المنوي من عنق الرحم إلى الرحم ثم إلى قناتي فالوب، حيث يكون من المتوقَّع أن يُصادف البويضة. وعند وصول الحويانات المنوي إلى البويضة الناضجة؛ يحاول كل حيوانٍ منوي اختراق قشرتها الخارجية، ولكن لا يمكن إلا لحيوانٍ منوي واحد فقط من اختراقها؛ ثم تقوم البويضة بعمل غِشاءٍ خارجي حول نفسها؛ لتمنع بذلك دخول أي حيوانٍ منوي آخر إليها إذ أن الإخصاب قد حدث بالفعل. ففي حالة دخول حيوان منوي ثانٍ إلى نفس البويضة؛ فإن هذا سيؤدي إلى حدوث انقسامات غير سَوِية للكروموسومات داخل البويضة؛ مما يؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي؛ والذي هو نوع من التشوُّهات التي يتوجب تدخُّلاً طبياً مختصاً للتخلُّص منه.
بعد قيام الحيوان المنوي بتخصيب البويضة؛ تنتقل البويضة المخصَّبة من قناة فالوب إلى الرحم لتقوم بالإنغراس في جدار الرحم، والذي يكون قد هيَّأ نفسه لاستقبالها بأن زاد من سماكة بطانته، ليكون مُستقرَّاً لهذه النطفة التي ستكبُر داخله لتُصبِح جنيناً ثم تخرج إلى الحياة طِفلاً صفيراً.