تتعدّد أنواع التحسُّس المرضيّة كما تختلف في أسبابها ، أعراضها وعلاجها ، ومِن ذلك بعض ردّات الفعل التحسّسيّة اتجاه الأطعمة ، التي قد تجعل المُصاب مُعرّضاً للتوقُّف والإنقطاع عن تناول أنواع محددّة مِن الطعام الذي يُعتبر مصدر مهم بما يحويه من مواد غذائية ، فكان مِن الضروري الالبحث عن معوضات وبدائل كي يُصبح غذاء المُصاب غذاء متنوّع وصِحي .
فكان " مرض الداء البطني " ، أو " مرض حساسية القمح " إحدى أنواعها ، وهو المرض المناعي الذاتي المُكتسب، والذي تُصاب به الأمعاء خاصة المعي الصائم ، وتكون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة الأشخاص المتمتعون بقابلية جينية للإصابة بمرض تحسس القمح ، وبعض الحالات من الأمراض مثل العته المنغولي والسكري الذي يعتمد على الأنسولين .
كما ومِن الممكن الإصابة به في مختلف المراحل العمرية مِن الطفولة إلى الشيخوخة المُتأخرة .
عند التعرّض " للغليادين "المادة المتواجدة في الحبوب وتحديداً في القمح ، تقوم " الترانسجلوتامينيز " وهي من الأنزيمات بالتعديل في بروتين " الغليادين " مويكون هذا التعديل من ناحية تركيبه ، وبناءاً على هذا التعديل فإنَّ جهاز المناعة في الجسم الإنسان يقوم بتعريض أنسجة الأمعاء لمهاجمة ، مُسبباً بذلك إحداث رد فعل مناعي وإلتهاب فيها ، هذا الإلتهاب يُدمّر " الزغب " الذي يُبطن الأمعاء والذي يتمثّل دوره بالامتصاص ، مِمّا يؤدي لأن يُصبح السطح المُبطن للأمعاء أملس ، فيجعل الامتصاص للغذاء سيئاً .
يؤدي تناول المنتوجات التي تحتوي على القمح لأنواع مختلفة من ناحية ردود الفعل عند المصابين بالحساسية من القمح ، وأغلب هذه الأعراض الظاهِرة في حساسية القمح تكون مرتبطة بالجهاز الهضمي ، وغالباً ما تكون ظاهرة لدى المُصابين مِن الأطفال بين عمر 9 أشهر و سنتين ، وفي أغلب الأمر بعد أن نقوم بإدخال الخبز والحبوب إلى طعامه بفترة قصيرة ،
ومِن أشهر هذه الأاعراض :
- نقص في الوزن .
- فقر في الدم .
- الإسهال .
- تأخُّر في النمو .
- الوهن .
- ألم في البطن .
- تقرُّحات في الفم .
- نفخة معوية .
- القابلية في زيادة النزف وبداخل الأمعاء الدقيقة بسبب الإصابة بانخفاض في نسبة فيتامين " ك " في الدم .
- البكتيريا يتم تكاثرها داخل الأمعاء الدقيقة بسبب سوء الامتصاص .
- حالة جلدية تصيب مرضى حساسية القمح مسببة حكة في الجلد تُسمّى هذه الحالة " بإلتاهاب الجلد الحلائي " .
علاج و دواء حساسية القمح :
الحميّة الغذائية التي تكون خالية مِن بروتين الغلوتين هي الأساس في العلاج و دواء ، ويجب الإلتزام بها مدى الحياة ، وعادة ما يتم استخدام مصطلح خال من الغلوتين للأشارة إلى المستوى المطلوب تواجده من الغلوتين بحيث يكون غير مؤذي بدون غيابه بشكل كامل . إلّا أنَّ نسبة الغلوتين الدقيقة هذه الغير مؤذية هي نسبة مثيرة للجدل ولم يتم تأكيدها .