إنّ الناسور أو ( Fistula ) كما يُطلق عليها بالإنجليزيّة من أحد المشاكل وعيوب الصحيّة التي ظهرت في الفترة الأخيرة بكثرة. ويُمكن تعريف ومعنى الناسور بشكل مختصر بأنّهُ عبارة عن قناة صغيرة تنتج بين التجويف الداخليّ لعضو من أعضاء الجسم لسببٍ أو لآخر وبين تجويف آخر في الجسم أو حتى مع سطح الجلد، وقد تكون إحدى الما هى اسباب التي تؤدي لحدوث ذلك هو عدم الاهتمام بالنظافة الشخصيّة للإنسان، وكذلك تشكّل الخراج في تلك المنطقة ومن ثُمّ تحولّه إلى الناسور، وغريها من الأسباب، كما ويتواجد هناك أنواع مُتعددة من الناسور ومنها تلك التي تُصيب منطقة الشرج ومنطقة المستقيم مثل الناسور الشرجيّ والناسور العصعيّ وغيرها.
والقناة الناتجة أو الفتحة في حالة الناسور الشرجيّ تجعله ظاهراً أو مبطناً، ويختلف بحسب ارتفاعه وطوله ويتّخذ شكل حدوة الحصان، وينتج عن هذا الناسور تكوّن خراجات وقيح بشكل مُتكرر وكذلك من المُمكن أن ينتج عنه حبّة قد تنزف بين الحين والآخر، ومن ما هى اسباب تشكّل هذا النوع من الناسور حدوث الخراج وهو أكثر الما هى اسباب شيوعاً، وأقلّها شيوعاً وجود السرطان والتهاب الأمعاء المزمن وغيره، أمّا بالنسبة لناسور العصعصيّ هو الناتج عن دخول الشعر في الفتحة الناتجة، ولذلك يُطلق عليه كيس الشعر أو الناسور الشعريّ ويتكوّن في منطقة أسفل الظهر وأحياناً في ما بين الأصابع وتحت الإبط وفي منطقة السُرة، وهو يصيب في العادة الرجال الذين يكون لديهم شعر كثيف، وبشكلٍ عام قد يكون السّبب في تشكّل الناسور هو وجود عيب خَلقيّ.
وبالنسبة للأعراض المُصاحبة لحدوث الناسور فهي تتمثّل في آلام مُزعجة في منطقة الشرج وقد تزداد أثناء عمليّة التبرز، حدوث التهابات في المنطقة المُحيطة بفتحة الشرج، تورّم وانتفاح في تلك المنطقة، إضافةً إلى حدوث إفرازات قيحيّة أو صديديّة، أو إفرازات لمادّة مخاطيّة مع حكة شديدة وألم شديد. ويشعر المصاب بالناسور بتعب ووهن عام في الجسم، وفي حالات مُتقدمة قد يصاحب تشكّل الناسور ارتفاع في درجة حرارة الجسم وهنا لا بُدّ من اللجوء لطبيب لمعالجة هذه المُشكلة، حيث يعد ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المعدل الطبيعيّ لأي سبب أمراً خطيراً جدّاً على صحة الإنسان.
وأمّا عن مضاعفات الإصابة بالناسور فهي تتمثّل في تفاقم الأعراض، فالحكّة في منطقة الشرج تزداد وكذلك تزداد معها كميّة الإفرازات الصديديّة والقيحيّة، وكذلك تزداد كميّة السوائل ذات الرائحة الكريهة، وكذلك الغازات والبراز إلى المناطق المحيطة بفتحة الشرج، مع عدم قدرة الجسم على التحكّم بها والسيطرة عليها لدرجة اتساخ الملابس الداخليّة للمصاب، وهذا بدوره يتسبّب في زيادة حدوث الالتهابات مرّة أخرى، كما وتتسبّب بحدوث انسداد في الفتحة أو القناة الخارجيّة للناسور لتصبح مرة أخرى متقيحة ممّا يتسبّب بارتفاع درجة الحرارة والألم.