أثبتت الإحصاءات أنّ هناك 7.3 حالة وفاة داخل الرحم مقابل كل ألف طفل يولدون أحياء، ومعظم حالات الوفيات هذه غير معروفة الأسباب، أمّا الحالات الأخرى قد تكون نتيجة العيوب الخلقية أو العدوى الميكروبية أو مشاكل وعيوب في المشيمة أو الحبل السري أو لها علاقة بالجينات الوراثية. وموت الطفل بعد الأسبوع العشرين وحتى موعد الولادة يسمّى موت الطفل داخل الرحم ولا يسمى إجهاضاً.
الإجهاض: هو خروج الجنين من الرحم قبل اكتمال نموه في وقت مبكر إذ لا يستطيع العيش فيه خارج الرحم، أي ما قبل بداية الشهر السادس، أو قبل 21 أسبوعاً من بدء الحمل، لكنه غالباً ما يحدث تلقائياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وفي الموعد المتوقع للدورة، كما أنه من الممكن أن يحدث بعد أسبوع أو أسبوعين من انقطاع الدورة، وهو ما يعرف بالإجهاض المبكر.
قد يكون موت الجنين ناتج عن مشكلات خطيرة للحبل السري، فالحبل السري هو حبل الحياة بالنسبة للجنين الذي عن طريقه يتزود بالغذاء والأكسجين، فعندما تزداد حركة الجنين قرب المشيمة قد يحدث أن ينثني الحبل السري أو أن تسبب هذه الحركة حدوث عقدة فيه،والتي تعطّل سريان الأكسجين والعناصر الغذائية من خلاله. وقد تبدأ المشكلة بالحبل السري عندما يبدأ الطفل في النزول إلى أسفل في قناة الولادة وعندها يتعرض الحبل السري للعصر والانضغاط أو يلتف حول رقبة الطفل فيسبب اختناقه. أو بسبب تدلي الحبل السري في المهبل قبل نزول رأس الجنين فيتسبب في غلق مسار الأكسجين والدم، إنما هذه حالة نادرة الحدوث.
أما بالنسبة للمشيمة،فإن موضع استقرارها يعتبر أمراً خاضعاً للمصادفة. أما العوامل الخاصة بالأم مثل عامل السن والتدخين وضغط الدم العالي ومكان الجراحة السابقة في الرحم،فهي عوامل خطيرة تزيد قابلية حدوث حالات انفصال المشيمة، والمشيمة السفلية، وقد تلاحظين أعراضاً قد تشير إلى وجود خطر على الحمل، فمن الممكن أن تلاحظي نزيفاً مهبلياً أو تقلصات وآلاماً وخزية في الحوض، أو ألماً في أسفل الظهر أو البطن ومن الممكن أن تعتقدي أن الجنين لم يتحرك منذ 24 ساعة، حينها عليكي اللجوء إلى الطبيب ليتأكد من حالة الجنين.
لا ننسى هنا أن نقول، أن أغلب النساء اللاتي حدث لهن موت الجنين داخل الرحم يمكنهن أن يحملن ويلدن مرة أخرى بصورة طبيعية. ومهما كان السبب فإن موت الجنين داخل الرحم تعتبر من أصعب التجارب النفسية التي يمكن أن تمر بها المرأة خاصة إذا مضت في حملها دون أن تدرك أن لديها مشكلة.