ان الإعتذار عند الخطئ صفة حميدة يفضلها الله ورسوله الكريم فلذلك تجدنا نحن المسلمون دائمآ نعتذر عن أي خطأ نقوم به حتى وان كان غير مقصودآ ، ان ديننا العظيم حثنا على هذه الصفات الحسنة .
فكيف اذا كان الاعتذار للأم او لصديقة عزيزة على قلبنا .
اليوم سوف اكتب لكم رسالة اعتذار الى الأم .
سأكتب..وماذا سأكتب..
وهل أستطيع أن أكتب كل مالدي من مشاعر وأحاسيس...وحب ووفاء..عن ذلك القلب الحنون.. القلب الذي يمدني بالدفء والحنان..قلب الدرة الغالية..والجوهرة الثمينة..والؤلؤة الطاهرة..
انه قلبك امي..
أمي الحبيبة تعلمت منك أن الحياة أكبر مدرسة للإنسان..وهي كفيلة بأن تعلمه كل يوم بل كل لحظة درسا جديدا.
تعلمت منك كيف أتعلم من هذه الدروس والمواعظ..وآخذ الذي ينفعني وأترك الذي يسيء لي...
وكيف أتعامل مع من حولي..وكيف أصل إلى قلوبهم..علمتني على قول الصدق،،وحسن التعامل
وان الدنيا جميلة بالصداقة والمحبة والوفاء والاخلاص..وان السكوت احسن وأفضل مايكون،،
وأن الكلام الذي لافائدة منه سهم يخطئ أكثر مما يصيب..
ولكن لو تعلميني أن البحر يمتد قوته منك..وان الأرض تمتد رحابتها من صدرك..
وان القمر يكسب نوره من شعاع وجهك..وان الشمس تمتد دفئها منك..وان الحياة تملك طهرها منك..
نعم علمتني ان الحياة مدرسه..ولكن لم تقولي لي أنك أنت مدرسة الحياة..
أمي انت الليل في سكونه وصمته ..وأنت النهار في ضيائه ونسمته..
إليك أمي أبعث روحي طالبة عفوك..عن تقصيري اتجاهك..فكم أتغافل عنك وأنت في أمس الحاجة
للمساعدة،،فأنت غارقة في أعباء البيت،،وتدريس الاخوه وطهي الطعام..وكثير من الأمور،،
ولا أحاول أن أمد يد العون لك،،
وليس هذا عدم اهتمام بك،،ولكن ربما أكون أتكاسل أحيانا،،أو أنشغل بدروسي،،
أو بتسلية نفسي،،
وهذا والله يؤنب ضميري،،فسامحيني..
فقلبك المتسامح لن يبخل علي بالتماس العذر لي..
فعسى الله أن يرزقني برك ورضاك،، ويقوي عزمي على مساعدتك..
فهذا حق علي،،وأنا متأكدة أن قلبك الطيب لايحمل علي عتابا،،ولم أجد منك ملامة..
ولكني ألوم نفسي وأعتبر نفسي مقصرة،،
فاقبلي عذري،،ولك شـــكري...،،
أمي..عذرا لأنني لم أستطع أن أكتب كل الذي يحويه خاطري..ويجول بين خلجات صدري،،
لأن مداد القلم شحيح..والأوراق قليلة،،ومشاعري لك أكبر من أن يكتبه قلمي عنك..
وتسطره أناملي لك،،يادرة الحياة،،ويادفء الحاضر،،وياشروق المستقبل...،،
ابنتك..