المدرسة
تعتبر الدراسة واحدةً من أهم المراحل البشرية التي يمر بها الإنسان خلال حياته، فهي الفترة التي يبدأ فيها الحصول على معارفه وأولى معلوماته، وفيها بداية تعلمه المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة وأسس الحساب، ويمتد تأثيرها لباقي سنوات عمره، ويسمى المكان الذي يتلقى فيه علومه المختلفة الأساسية من لغةٍ عربيةٍ وإنجليزيةٍ ورياضيات وعلومٍ وفنونٍ ورياضةٍ واجتماعيات وغيرها بالمدرسة، ويقوم بإعطاء هذه المواد التعليمية وتلقينها أشخاصٌ يسمون بالمعلمين والمعلمات، استناداً لمنهجٍ محددٍ يضيفون له معارفهم وخبراتهم الخاصة وثقافتهم.
ويختلف المعلمون في شخصياتهم وأساليبهم في تدريس المواد الدراسية المختلفة، فينال أحدهم إعجاب وحب الطلاب، وينعكس هذا بشكلٍ ملاحظٍ وكبيرٍ على مدى النجاح في المادة نفسها، والتفاعل معها حتى بعد أن يدرسها أستاذٌ آخر، وقد ينتقل التأثير ونتائج السلبي للإخفاق في المادة للمرحلة الجامعية، ولا شك في أن الأساليب المتنوعة الإيجابية التي يتبعها بعض الأساتذة تعمل على تلطيف الأجواء الدراسية، وتنتج علاقةً قويةً وجميلةً أساسها التشجيع والتحفيز والثناء من الأستاذ لتلاميذه، وتكون سبباً في إبداع الطلاب في النواحي الدراسية.
الرحلات المدرسية
وتعد الرحلات المدرسية أسلوباً ذكياً من الأساليب التشويقية التي ينتهجها بعض الأساتذة وتعتبر ذات طابعٍ ممتعٍ ومنعشٍ للطلاب، وتأخذهم ولو بشكلٍ مؤقتٍ من جانب الدراسة الجدي بواجباته وامتحاناته ومواعيده إلى أجواء أكثر فرحاً وإشراقاً، فالرتابة والروتين هما من أكثر ما يكره الطلاب بخصوص المدرسة، وتتنوع الرحلات فمنها ما يكون رحلاتٍ ترفيهيةً؛ مثل تلك التي ينظمها الأساتذة إلى البحر كالبحر المتوسط مثلاً، والطبيعة مثل رؤية الجبال والسهول، بهدف السباحة والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الساحرة والخلابة.
والنوع الآخر وهو الرحلات التعليمية الثقافية للاطلاع على المناطق الأثرية؛ مثل زيارة الأبنية والأعمدة القديمة كزيارة قصر هشامٍ في مدينة أريحا الفلسطينية، والمناطق التاريخية أو إلى المتاحف التي تضم آثاراً لأقوامٍ سابقين وحضاراتٍ قديمةً، وإلى المكتبات الضخمة التي تحتوي على كل أنواع المعارف والعلوم والأدب والفكر وغيرها، وإلى الصروح العلمية المهمة مثل الجامعات العريقة ذات الباع الطويل في مجال التعليم والثقافة، وتتبع بعض المدارس هذا الأسلوب كي تعطي تلاميذها الفرصة لاختيار تخصصاتٍ جامعية مناسبة لهم في المستقبل.
وهناك أيضاً الرحلات القريبة من المدرسة من حيث المسافة، وينظمها المعلمون لتطبيق ما تعلّمه الطالب على أرض الواقع مثل تلك المواد العلمية التي تتناول موضوع النباتات على سبيل المثال، بالإضافة إلى كونها مصدراً لتجديد النشاط والحيوية، وفاصلاً من الدراسة للمرح وتحسين النفسية، والانتهاء والتخلص من الجمود الذي يحيط بالمواد المختلفة بالنسبة للطلاب.
ويحضر الطلاب ملابسهم الخاصة وزوادتهم وحاجياتهم قبل موعد الرحلة المدرسية، وينطلقون في أغلب الحالات في حافلاتٍ كبيرة يتواجد معلمٌ أو اثنان في الحافلة الواحدة، ويغنون الأغاني المختلفة، ويضحكون ويمرحون ويطلقون النكات المختلفة وغيرها من السلوكيات السعيدة الأخرى.