خلق الله عزّ وجل جسم الإنسان بشكل دقيق ومنظّم، فجعل فيه طاقماً من الأجهزة المتكاملة والتي تعمل بانتظام وتناغم لتقوم بالعمليات والأنشطة الحيويّة داخل الجسم ليبقى جسم الإنسان بكامل صحته، وإنّ أي خلل في عمل أحد هذه الأجهزة سيؤثّر بشكل سلبي على صحة الجسم وبالتالي قد يُعرّض حياة الإنسان للخطر في بعض الأحيان، ومن أمثلة الأجهزة الحيوية داخل الجسم والتي لها بالغ الأهمية وفائدة بالنسبة للإنسان هو الجهاز العصبي.
في البداية علينا معرفة تعرف ما هو الجهاز العصبي، فالجهاز العصبي هو أحد أجهزة جسم الإنسان المهمّة، فهو يعتبر وسيلة نقل المعلومات من البيئة المحيطة بالإنسان إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بإصدار أوامره إلى باقي أعضاء الجسم للقيام بالعمل المناسب، ويطلق على الجهاز العصبي (الجملة العصبية)، وذلك لتكونّه من الملايين من الأعصاب المتشابكة مع بعضها والتي تنتشر في جميع أنحاء الجسم، لتؤمّن نقل المعلومات إلى الدماغ بأسرع وقت ممكن، كما أنّها تعمل على نقل المعلومات والأوامر من الدماغ إلى باقي أجهزة الجسم، كما أنّ للجهاز العصبي دور كبير وفعّال في تنظيم العمليّات التي تتم داخل الجسم، كالتنفس، ونبض القلب، والهضم، عدا عن ذلك فهذا الجهاز هو المسؤول عن جميع تحركات الإنسان، وانفعالاته، وأفكاره وأحاسيسه.
وفي بعض الأحيان قد يتعرّض الجهاز العصبي إلى العديد من المشاكل وعيوب تمنعه عن أداء مهامه بالشكل المطلوب، ومن أكثر مشاكل وعيوب الأعصاب شيوعاً بين الناس هي مشكلة ضعف الأعصاب، وبشكل عام يمكن تعريف ومعنى ضعف الأعصاب على أنه عدد من الاضطرابات العصبية التي تصيب الأعصاب بحيث تضعفها وبالتالي تحد من كفائتها وكفاءة عملها.
ومن الممكن أن يصاب الإنسان بهذه الحالة جراء سوء التغذيّة، وعدم إعطاء الجسم القدر الكافي من الفيتامينات والمعادن والتي ينجم عنها مشكلة صحيّة كبيرة قد تؤثر على الأعصاب، لكن عادةً من أكثر الما هى اسباب شيوعاً لضعف الأعصاب هو الإصابة بأحد الأمراض المؤثّرة على الأعصاب الطرفية، ومن أكثر هذه الأمراض انتشاراً هو مرض السكري، الذي يؤثّر على عمل الأعصاب الموجودة في الأطراف ويسبّب له الخلل، كما أن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل الأمراض المناعيّة والأورام السرطانية لها دور كبير في التأثير ونتائج على الأعصاب، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب وراثيّاً. وتتمثّل أعراض الإصابة بضعف الأعصاب في:
- الشعور بالإجهاد وعدم القدرة على تحمل أي مجهود.
- الإحساس بوجود ارتخاء في الأطراف.
- الشعور برعشة في الأطراف.
- الإحساس بالخدر في الأطراف.
ويكمن علاج و دواء هذه المشكلة في علاج و دواء مسبباتها، فعلى الإنسان مراجعة الطبيب واستشارته حتّى يعطيه الدواء المناسب، كما يُنصح بتناول مجموعة فيتامينات (ب9 وخاصةً فيتامين (ب12)، وذلك لدورها الكبير في علاج و دواء هذه المشكلة، ويحبّب تناول الخضراوات والفواكة الطازجة وبالأخص الخس، والكبدة، والبيض والأسمالك البحريّة، فهذه الأطعمة جميعها تعمل على تقوية وتنمية الأعصاب.