كثير منا تواجهه في حياته مواقف يتخذ حيالها تصرفات يتندم عليها تاليا، و سبب ذلك هو الإنفعالية الزائدة وقت حدوث الموقف، و حتى تتغلب عل ذلك فإنه عليك العلم انما ذلك يأتي بالمران، فعليك أن تمرن نفسك رويدا رويدا و إعلم ان ذلك إنما يأخذ وقتا طويلا قد يمتد لسنوات، و لكن على اية حال ان تتخلص من ذلك السلوك و تصبح قادرا على تمالك أعصابك بشكل جيد و لو بعد عشر سنوات من الآن احسن وأفضل أن تستمر على ما أنت عليه من التهور و فقدك لأعصابك بشكل ينفر كل من حولك منك.
و حتى تضبط اعصابك إليك النصائح التالية ، و كما قلت لك حاول تطبيقها و لو بشكل تدريجي و على مدى سنوات عدة:
1 - إعلم ان ضبط الأعصاب لا يفقدك حقك! فكثير من الناس يثور إذا ما شعر بأن حقه سوف يهضم أو يضيع، فالحقوق محفوظة في القوانين و الأعراف و ليست تؤخذ بالعصبية الزائدة مطلقاً.
2 - إعلم أن الحلم مظنة الأتقياء أصحاب الاجور العالية عند الله عز و جل، فالله جل و علا مدح الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و وعدهم بالأجر العظيم، فلا تحرم نفسك من ذلك الاجر.
3- ضبط الأعصاب من شيم كبار القوم، و أنظر ذلك في التاريخ باسره فكم من ملك او سيد في قومه تعرض للإساءة و هو قادر على الفتك بمن أساؤوا له بقوة سلطانه و لكنه ضبط أعصابه و عفا عنهم.
4 - ضبط الأعصاب يزيد المرء هيبة و ثقة بنفسه و يرفع قدره بين الناس إذ أن ذلك يزيد في سمته و وقاره وهو لا ينافي النخوة و المروءة بحال ، و لا تلتفت لمن يهرف بما لا يعرف في هذا المضمار.
5 - إقرأ أيات القرآن العظيم بتدبر و خشوع و إعلم أن الله جل في علاه مستحق للعبودية و أن الكافرين به إجترؤا عليه بأكبر الكبار مما لا يغتفر، و مع أن الله توعدهم بأشد العذاب إلا انه و مع ذلك ترك لهم باب التوبة مفتوحا إلى آخر يوم في حياتهم، وهذا درس للبشر ، فإذا كان الله يسيطر على غضبه و هو - و فقط هو - من حق له أن يغضب في مثل تلك الحالة ، فما بالنا نحن البشر نعظم ذات انفسنا و لسنا بشيء البتة أمام عظمة الله عز و جل.