الصداقة
الصداقة هي أن تكون صديقاً صادقاً وأن تكونوا دماً واحداً وقلباً واحداً وأن لا يفرقكم شيء مهما حدث، هي كلمة فوق الكلمات، فلا تستطيع أن تكمل حياتك دون صديق يشاركك أفراحك وأحزانك، هي رابط يصعب فكّه أو غيابه واستبداله، وهي تلاقي روحين واجتماعهما على أمور مشتركة بينهم فلا يسهل غيابها كغياب الشمس، وهي مرتبطة بالحب فتموت إذا مات الحب، مبنية على الصدق.. فإذا مات الحب مات الصدق وتخرج العلاقة من مسمّى الصداقة إلى مسمّى المصلحة لا أكثر، هي علاقة اجتماعية بين شخصين أو أكثر، أساسها الاحترام والودّ والثقة والصدق والتعاون، فالصديق هو الإنسان الوحيد الذي يمتلك مهارات اجتماعية تجعلنا نتقبله على خلاف غيره، ولأهمية وفائدة الصداقة فقد ذكرت في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
شعر الشافعي عن الصداقة
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفاً وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكن بِها صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفاً
قصيدة علي بن أبي طالب عن الصداقة
المرء يعرف بالأنام بفعله وخصائلُ المرء الكريم كأصله اصبرْ على حلو الزمان ومره واعلم بأن الله بالغ أمره لا تستغب فتستغاب، وربما من قال شيئا ً، قيل فيه بمثله وتجنب الفحشاء لا تنطق بها ما دمت في جد الكلام وهزله وإذا الصديق أسى عليكَ بجهله فاصفح لأجل الود ليس لأجله كم عالم متفضل، قد سبَّه من لا يساوي غرزةً في نعله البحر تعلو فوقه جيفُ الفلا والدّر مطموراً بأسفل رمله وأعجب لعصفور يزاحم باشقاً إلّا لطيشته، وخفة عقله إياك تجني سكراً من حنظلٍ فالشيء يرجع بالمذاق لأصله في الجو مكتوب ٌعلى صحف الهوى من يعمل المعروف يجزى بمثله