كثر الحديث عن فيروس الكورونا و إنتشاره و متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.إنّه موضوع ممكن أن يقال عنه أنّه يثير التّساؤلات في أذهان الجميع و مخاوف عدّة لتعرف ما هو معروف عنه من عدم توفّر علاج و دواء شافي أو لقاح واقي و نسبة الوفيات المرتفعة نوعا ما المرتيطة به.
لزيادة الوعي العام و توضيح بعض الأمور و النّقاط المهمّة سنتحدّث اليوم عن فيروس الكورونا و متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
بداية تعرف ما هو مصدره؟ دراسات و أبحاث عدّة جرت لمعرفة الإجابة على هذا السؤال، المصدر الرئيسي إلى الآن هو الخفافيش حيث أنّه موجود بإفرازاتها، و لكن، لأنّ إتّصال الإنسان بالخفافيش نوعاً ما محدود فإنّه من المرجّح أن يكون هناك ناقل آخر وسيط ما بين الخفافيش و الإنسان، و الدّراسات الأوليّة تشير إلى الجمال. و نظراً لوجود حالات مصابة نتيجة الإختلاط مع مرضى مصابين بالفيروس، فإنّ الإنتقال من شخص لآخر وارد أيضاً.
بالنّسبة للأعراض فهي الآن معروفة للجميع بعد أن تم تداول الموضوع بكثرة في وسائل الإعلام، و تشمل: سيلان في الأنف، إحتقان في الحلق، صعوبة في التنفس و سعال، قد يصاحبها إرتفاع في درجة الحرارة، و بعض الحالات تصاب بقصور في وظائف الكلى.
لأنّ الفيروس لا يزال نوعاً ما مبهم، فإنّ الإحتياطات المطبّقة للتقليل من إنتشاره هي واسعة و تشمل، الإحتياطات العامّة (Standard Precautions)، إحتياطات الملامسة (Contact Precautions)، و إحتياطات الأمراض المنتقلة عن طريق الرذاذ (Airborne Precautions).
هناك فحوصات مخبريّة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، لكن لا ينصح بإجراء الفحص إلا عند الإشتباه بالإصابة، و هذا ينطبق على الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض و كانوا:
1. مخالطين للحيوانات المعروفة بكونها مصدر محتمل للفيروس خلال أسبوعين من ظهور الأعراض.
2. مخالطين لأشخاص مصابين بالفيروس (مثبية الإصابة مخبريا) خلال إسبوعين من ظهور الأمراض.
3. مسافرين إلى إحدى المناطق الجغرافية المنتشر فيها المرض أو خالطو شخص تظهر عليه الأعراض و عاد من السفر من إحدى هذه المناطق خلال أسبوعين من ظهور الأعراض.
من المعروف أن نسبة الوفيّات نوعاً ما مرتفعة، لكن تقديرها قد يكون أعلى من النّسب الحقيقية لأن الاشخاص المصابين و أعراضهم خفيفة، عادة لا يلجؤون للطبيب لإعتقادهم بأنّه زكام عابر، و الحالات التي ثبت تشخيصها مخبرياً هي فقط الحالات التي كانت الأعراض لديهم شديدة لدرجة جعلتهم يراجعوا الطبيب، بالتّالي لو تم فحص جميع الحالات المصابة، قد تكون نسبة الوفيات إلى العدد الكلي من المصابين معقولة.
هذا بالإضافة إلى أنّ أغلب حالات الوفاة كانت إمّا عند كبار السّن أو أشخاص مصابين بأمراض مزمنة تزيد من شدّة الأعراض و تأثير ونتائج المرض على أجهزة الجسم المختلفة.
توصيات وزارة الصحّة السعوديّة للحجاج و المعتمرين لعام 2013 جاءت متماشية مع توصيات منظمة الصحّة العالميّة للوقاية و الحد من إنتشار فيروس الكورونا، و بشكل رئيسي كانت تنص على تأجيل الحج و العمرة في الحالات التالية:
1. كبار السن ما فوق 65 سنة.
2. الأطفال دون سن 12 سنة.
3. الحوامل.
4. مرضى السرطان.
5. المصابين بنقص المناعة (سواء بسبب حالة مرضية أو نتيجة إستخدام علاجات مثبطة للمناعة).
6. المصابين بأمراض مزمنة تزيد من فرص الإصابة بالفيروس و شدة الأعراض، و هذه الفئة تشمل: مرضى السكري، مرضى القلب، مرضى الكلى، و مرضى الجهاز التنفسي.
بقلم الدكتورة نسرين السلايطة