قصة الحضارة
تعددت مباحث التاريخ التي بحث فيها المؤرخون ، ذلك أنه مع تراكم المعرفة البشرية في مجال تاريخ البشرية اضطر المؤرخ إلى تقسيم التاريخ إلى أقسام حسب الموضوع ليتبحر في قسم و علم من علومه فمثلا هناك التاريخ السياسي: و تاريخ الفن، و تاريخ القتصاد ،تاريخ الأدب ،و تاريخ العلوم و تاريخ الفلسفة و غيرها .
و إن مما تندهش له الأذهان أن نرى كتابا يحوي كل هذه الأقسام في بوتقة واحدة ترينا التاريخ بصورة واحدة كاملة متناسقة كما روته الأيام و كأنك إنسان عاش منذ العصور الأولى حتى هذا العصر تراقب ما يحدث للحضارة البشرية من تطور و بذلك يكون تاريخ البشرية الحضاري المدني عبارة عن قصة شاهدتها و حاكتها لك الأزمان.
قصة الحضارة هي قصة يرويها المستشرق المؤلف الفيلسوف ويل ديورانت مع زوجته أريل ديورانت و هي موسوعة كبيرة تروي قصة الحضارة الإنسانية منذ نشأتها حيث يعرضها حسب الجغرافية أو بالأحرى حسب التراث الإنساني و قد قسم التراث الإنساني إلى خمسة أقسام : 1. التراث الشرقي : و يتضمن مصر و الشرق الأدنى الذي كان تحت السيطرة اليونانية و الرومانية على التوالي حتى وفاة الإسكندر المقدوني و كذلك يتناول الهند و الصين و اليابان حتى العصر الحاضر.
2. التراث الكلاسيكي : يتضمن حضارة اليونان و روما و الشرق الأدنى الذي كان تحتالسيادتين اليونانية و الرومانية.
3. التراث الوسيط : و يتضمن حضارة أوروبا الكاثوليكية و البروتستانتية و كذلك الحضارة البيزنطية و الحضارة الإسلامية و اليهودية في آسيا و إفريقيا و أسبانيا ثم النهضة الإيطالية.
4. التاريخ الأوروبي ( تاريخها الحضاري منذ الإصلاح البروتستانتي إلى الثورة الفرنسية )
5. لتراث الحديث : يتضمن المخترعات المادية و الفكرية في ( السياسة, العلوم، فلسفة، دين، أخلاق، فنون) في أوروبا على الأخص، منذ تولي نابليون الحكم إلى العصر الحالي.
أما المواضيع التي تناولها في كل تراث فقد تحدث عن التراثين المادي و الفكري من اختراع و أقتصاد و ين و أخلاق و أداب و علم و فلسفة و فن وقد تناول كذلك مواضيع اجتماعية مثل الزواج و المرأة و علاقة المرأة بالرجل في تلك الحضارات.
و قد ذكر المؤلف في المقدمة سبب اختياره آسيا محطة أولى في قصته و ذلك أن آسيا فيها أقدم مدينة معروفة ، و كذلك فإن الحضارات التي كانت فيها ساهمت بشكل كبير في العلوم الحالية في الحضارة بشتى المناحي من سياسة و اقتصاد و علوم و آداب و خصوصا الحضارة المصرية ذات المساهمات العظيمة.
و قد يتبادر إلى الذهن سؤال! ما الذي جعل مؤرخا عظيما يفني من عمره 20 عاما في كتابة موسوعة تاريخية . و قد أجاب ديورانت عن هذا التساؤل في مقدمة كتابه معللا ذلك بأنه اعتبر تقسيم التاريخ إلى عدة أقسام –كما سلف ذكره في مقدمة المقال- يعد إجحافا في حق الإنسانية و تاريخها الحضارية فقرر فيلسوفنا المغوار أ، يقدم للبشرة صورة كاملة متكاملة لقصة الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ إلى هذا اليوم .
و في النهاية نورد مكانة هذا الكتاب في العالم : فقد نشر في قائمة احسن وأفضل 100 كتاب للتعليم و التي نشرت في صحيفة أمريكية عام 1929. و كذلك أعيد نشره في "أعظم عقول و أفكار عبر التاريخ " "THE GREATEST MINDS AND IDEAS OF ALL THE TIME " عام 2002 .