عوامل الإنتاج التي كان الاقتصاد قديماً يعتمد عليها هي الأرض والمال والعمال، أما اليوم فقد أضيف لهذه العناصر على أهميتها المعرفة والخدمات والإبداع والذكاء والتفنن في العمل، وقد أصبحت هذه العناصر تشكل القيمة الاكبر من المنتجات، فعلى سبيل المقال الأجهزة الذكية اليوم إذا ما أردنا تسعيرها على أسعار القطع الصلبة الموجودة فيها، فإن القيمة تكون أقل بكثير من الأسعار الحالية لها، وما يجعلها مرتفعة الأسعار هو قيمة المعرفة والخبرة والذكاء الموجودة فيها. يقصد بمثطلح اقتصاد المعرفة ان نمو الاقتصاد وازدهاره في الدول يعتمد على المعرفة والخبرات والذكاء، اما في الاقتصاد المبني على الإنتاج فهذا النوع من الاقتصادات يعتمد على المنتجات وكمياتها والتي غالياً لا تحتوي على المعارف بنسبة كبيرة. ومن هذا المنطلق فإن الشيء الاكثر قيمة في هذا النوع من أنواع الاقتصاد هي الموارد البشرية التي تمتلك المهارات العالية والتي تؤهلها للإضافة والتجديد والابتكار والابداع.
من أهم المميزات التي يتميز بها الاقتصاد المبني على المعارف والخبرات والموارد البشرية، إنه اقتصاد يستطيع ان يخلق روابط مشتركة ما بين المؤسسات التعليمية والأكاديمية مع التجارية، حيث أنها ستساهم في التماشي مع المعارف التي سينصب اهتماها بدرجة أساسية على تلبية الاحتياجات المحلية واحتياجات الإنسان، ومن هنا كان التعليم ركيزة أساسية لهذا الاقتصاد، فبدون التعليم لن يمكون هناك تطور ولا إبداع ولا تقدم وبالتالي لن يرتقي هذا الاقتصاد، لذا توجب على الجهات المعنية في الدول ان تعمل بكل جهدها على توفير التعليم المناسب وتأهيل رأس المال البشري القادر على قيادة الدفة والوصول إلى الأهداف وتحقيقها، وهذا كله يقود إلى ميزة أخرى يمتاز بها اقتصاد المعرفة، إذ انه وكي يحصل ارتقاء في نوعية التعليم يجب أن تتوفر الحوافز التي تسهل على الناس أن يمتلكوا البنية التحتية اللازمة لهذا النوع من أنواع الاقتصاد، وبالتالي تخفيض قيم الجمارك والضرائب على كل هذه الأجهزة التقنية وما إلى ذلك.
من النتائج التي ظهرت جراء تنامي اقتصاد المعرفة في العالم أن أصبح هناك ثورات معلموماتية هائلة، حيث انتشرت واتسعت المعلومات وأصبحت متوافرة لكل من طلبها، ولم تعد حكراً على جماعة معينة فقط، إضافة إلى ذلك ازدادت العولمة في العالم، فكل شئ أصبح عالمياً، فالقرية ما زالت تصغر وتصغر، وأخيراً أصبح هناك انتشار هائل وواسع في الأجهزة التكنولوجية المتطورة كالحواسيب والأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية إضافة إلى الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت، والذي يعتبر المنصة الحالية لكل شيء.
