الفكر الاقتصادي
هو مجموعة الأفكار، والنظريات، والدراسات الاقتصادية، التي تتحكم بالحياة الاقتصادية الخاصة بالدول، وارتبط الفكر الاقتصادي قديماً بالفلسفة، فاهتم الفلاسفة في صياغة الأفكار الاقتصادية، وفقاً للوضع المادي السائد في العصر الذي وجدوا فيه، لذلك كانت أغلب الأفكار الاقتصادية تستمد قواعدها الأساسية من التحليل الفلسفي، والذي وضع أيضاً أساسات الفكر السياسي.
تاريخ الفكر الاقتصادي
عاصر الفكر الاقتصادي، مجموعة من المراحل التاريخية الاقتصادية، والتي أدت إلى تطوره، وإضافة نظريات جديدة إليه، وتغيير نظريات كانت قائمة سابقاً، ومن أهم هذه المراحل:
الفكر الاقتصادي اليوناني
هي المرحلة الأولى في الفكر الاقتصادي، والتي ظهرت بالتزامن مع عصر الفلسفة اليونانية، وبدأت مع الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ثم عمل الفيلسوف أرسطو (تلميذ أفلاطون) على تطوير الفكر الاقتصادي، عن طريق وضع تصورات للعلاقات الاقتصادية، بين الأشخاص الذين يعملون عند ذوي الطبقة الغنية التي لا تعمل.
اعتمد أرسطو في دراسته على الحاجات الأساسية، التي تتحقق من خلال توافر العوامل الاقتصادية التي اعتمدت على أسلوب المبادلة، أي تبديل شيء مع شيء آخر يساويه في القيمة، ثم ظهرت النقود، واستخدمت بديلاً عن الأسلوب السابق.
الفكر الاقتصادي الإسلامي
ساهم العرب المسلمون في تطوير الاقتصاد، وخصوصاً عندما اعتمدوا في فكرهم الاقتصادي على العقيدة الإسلامية، وفي تطبيق الأحكام القانونية الاقتصادية، وظهرت مؤلفات عربية عن الضرائب (الخراج)، لعدد من المفكرين المسلمين، مثل: يحيى بن آدم.
كما عمل الفارابي على تأليف مئة كتاب وأكثر حول العديد من المواضيع الاقتصادية، ثم ظهرت دراسات تقي الدين المقريزي حول موضوع النقود، والظواهر المرتبطة فيها، وكتب أيضاً عن المجاعات، والما هى اسباب الاجتماعية، والاقتصادية التي أثرت عليها، وخصوصاً في زيادة سعر صرف النقد، وتكاليف الإنتاج.
الفكر الاقتصادي الأوروبي
أثر بشكل ملحوظ على الفكر الاقتصادي، عن طريق ظهور الفكر الرأسمالي، والذي اعتمد على ربط الأشياء بقيمتها المالية، وأثر على الإنتاج، لتتغير العوامل الاقتصادية بشكل كبير، ولكن لم تظل حالة الاقتصاد على تعرف على ما هى عليه، بل ظهرت مرحلة جديدة، سميت بمرحلة (الحداثة)، والتي اعتمدت على الفكر الاقتصادي الحديث الذي ولد عن طريق أفكار المفكر الاقتصادي الأسكتلندي آدم سميث، والذي جمع أفكاره الاقتصادية بكتاب ثروة الأمم.
ثم أتى المفكر الاقتصادي ديفيد ريكاردو الذي أكمل مسيرة سميث في تطوير المدرسة الاقتصادية التقليدية، ليظهر العديد من الاقتصاديين الذين اعتمدوا على أفكار المدرسة التقليدية، في قياس الواقع الاقتصادي، والذي ارتبط بشكل مباشر بالتأثيرات المادية (المالية)، ومن هنا ارتبط الاقتصاد مع السياسة، وظهر الفيلسوف ماركس في القرن التاسع عشر.
خالف ماركس الأفكار التقليدية، وكان فكره الاقتصادي يعتمد على التوزيع العادل للموارد، على جميع طبقات المجتمع، لتظهر مدرسة اقتصادية جديدة عرفت باسم (الماركسية)، والتي درست فائض الموارد، وتأثير ونتائج النقود، وتوزيع الدخل، لينقسم الفكر الاقتصادي إلى قسمين، وهما: الأول (الرأسمالي)، والثاني (الاشتراكي).