تحليل الدم هو إجراء مخبري يقوم على تحليل عينة من الدم يتم أخذها من الشخص عن طريق الوريد بحقنة خاصة لهذه الغاية. وتعني كلمة "تحليل" حسب ما يليها؛ هو بيان أجزاء ووظائف المادة، وفي هذه الحالة لبيان أجزاء الدم ومكوِّناته؛ ووظيفة كل جزء منه. يكون تحليل على عدة مستويات، تبدأ من تحديد نوع فصيلة الدم وتتم عن طريق وخزة بسيطة بإبرة في طرف الإصبع وأخذ ثلاث نقاط على لوح العينات الزجاجي؛ ويليها هو تحليل الدم الشامل والذي يُسمى بالإنجليزية (Complete Blood Count) واختصاراً (CBC)، وهذا التحليل يشتمل على قياس كافة محتويات الدم من كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والهيموجلوبين والصفائح الدموية، ويُستفاد من هذا التحليل الشامل للدم في معرفة بعض الأمراض والمتعلقة بدم المريض من فقر دم وحساسية ونزيف وخِلافُه؛ ويعتمد عليه الأطباء في فحص وتشخيص الحالة أو طلب فحوصات مخبرية أُخرى أكثر تعمُّقاً للوقوف على الوضع الصحيح للحالة. فنجد في فحص الدم مختصرات لها معاني لنوع المادة التي تم فحها، فـ "R.B.C" تعني كريات الدم الحمراء، " W.B.C" تعني كريات الدم البيضاء، "Platelets" تعني الصفائح الدموية و"Hgb " تعني الهيموجلوبين.
نوع آخر من أنواع تحليل الدم يُسمى بتحليل سرعة ترسب الدم؛ ويُرمز له اختصاراً بـ"E.S.R"، وهو من التحاليل التي يطلبها الطبيب في حالة وجود عارض لم يستطع تحليل الدم الشامل كشف أسبابه، وعادة ما يُطلب من النساء الحوامل والمصابين ببعض الأمراض مثل مرض السل وغيره. وهناك تحليل يُسمى بتحليل قياس وقت تجلُّط الدم ويُرمز له اختصاراً بـ"BT"، ويُفيد هذا التحليل في معرفة الوقت اللازم حتى يتخثَّر الدم، وطبعاً كلما زادت هذه المدة عن الوضع الطبيعي؛ زاد احتمال فقدان الشخص لدمائه أكثر. وهناك التحليل البيو كيميائي للدم، وهو يُعنى بمعرفة نسبة المعادن وأنواع أخرى موجودة في الدم، ومن هذه المعادن الصوديوم "NA" والبوتاسيوم " K" ويوريا الدم "Plasma Uria" وهي تكسُّر البروتين الموجود في الجسم، والكرياتينين "Creatinine" والذي يكون مرتفعاً في حال وجود خلل في عمل الكلية، حمض اليوريك "Uric Acid" والذي يرتفع في حالة الإصابة بمرض النقرس أو النقرص، نسب السكر في الدم أو الجلوكوز "Glucose" والدهون الثلاثية "TG"، والكوليسترول "Cholesterol" بنوعيه الجيد والسيء، "HDL" وهو الجيد؛ أما السيء فهو "LDL". وكذلك يمكن الإستفادة من هذا التحليل في معرفة أنواع أخرى من المعادن ونسبة تواجدها في الدم وذلك كله لفحص وتشخيص حالات مرضية؛ تقول فيها هذه التحاليل كلمة الفصل من أجل تحديد الحالة؛ وتوفير الفحص وتشخيص الدقيق وطريقة العلاج و دواء المناسبة.
في كل تحليل للدم تجد الأسماء المذكورة أعلاه أو بعضها أو أكثر منها، وستجد بجوار كل منها مثل الدليل الإرشادي على نسبة وجود هذا النوع في الدم ووضعه الطبيعي، فيكون هذا الدليل هو خط القياس الذي يمكنك أن تعرف بناءاً عليه إذا كان مستوى الهرمون أو المعدن أو غيره في الدم طبيعياً أو تحت المعدَّل الطبيعي أو أعلى منه. ولكن يجب الحذر عند قراءة تحليل الدم، فيمكنك أن تعرف وضعك الصحي من التحليل بعد أن عرفت الآن طريقة قراءته، ولكن العلاج و دواء الذي يُفيدك سيذكره لك الطبيب، لا تقم بوصف دواء لنفسك أو تتصرف من تلقاء نفسك في الحصول على العلاج و دواء سواء عن طريق الأدوية أو من الأعشاب، فالطبيب هو الأكثر خبرة وعلماً بحالتك المرضية؛ وهو الأجدر في أن يُعطيك النُّصح أو الدواء الذي يتماشى مع حالتك ووضعك الصحي.